أرسل هذا النداء من الجبهة إلى جميع الهيئات العربية والإعلامية ونشر في معظم الصحف.
أيها العرب الأمجاد، لعل من الخير أن نعلم جيدا أن ما نبذله في سبيل فلسطين العربية أفل بكثير مما يبذله خصومنا الصهيونيون فمن أجل ذلك تأخر النصر الذي وعد الله به المظلومين فلقد بذل الصهيونيون أموالا طائلة في سبيل استبعادها ولم نبذل نحن في سبيل التحرير غاليا إلا الكلام ولسنا "والله" بالفقراء كما يتوهم الكثير فلو جمع كل عربي منا جنيها واحدا ثم استغنى عنه لصندوق العربية "مثلا" وهو ما لا يعجز عنه أحد لتجمع لدينا ثمانون مليونا من الجنيهات نستطيع أن نهد بها الجبال فضلا عن شراء أراضي فلسطين جميعها. ثم بذل الصهيونيون في سبيل إذلالنا أرواحا كثيرة وأسالوا دماء غزيرة وهم من وصفهم القرآن بأنهم أحرص الناس على الحياة ولم نبذل نحن أيضا للدفاع عن عزنا غالبا "ونحن نتربص إحدى الحسنيين" إلا الكلام. ولست مع هذا بالمقلل من شأن الكلام إذا كان "الكلام لقي الفؤاد" وإنما جعل اللسان عليه دليلا إنما أخشى أن يصير الكلام لنا حرفة وكيفما تم مرضا نتلهى به كما يتلهى الأطفال باللعب فيحل الهزل محل الجد ويكون من وراء ذلك "لا سمح الله" بلاء عظيم، ثم أن اليهود اتخذوا لهم زعماء أحاطوهم بسياج من التكريم والتقديس دونه تكريم وتقديس الملوك ولنا نحن زعيم واحد هو سماحة المفتي الأكبر وهبه الله كل معاني النبل وجعله رمزا لخلود فلسطين العربية فأقل ما يقال أنه لم يجد منا كل ما يليق بمثله أمهد بهذه الكلمة لأسجل "من ناحية" عدم الرضى عن مقدار ما قدمه