وفي القاعة المزخرفة، التي يشغلها المجلس الاستشاري الجزائري ببولفار كارنو، والتي تطل على ميناء الجزائر الذي يزدحم بالعمل، صرح النائب المسلم الدكتور عيسى ابن سالم، الذي كان معدودا في يوم من الأيام من المعتدلين، صرح لمندوب النيوزويك بقوله:
"نحن مسلمون فقدنا كل ثقة بفرنسا، فقد كان قبول موليه لاستقالة كاترو، تراجعا كاملا".
وحوادث كل يوم تزيدنا اقتناعا، بأن الصف يؤدي إلى نتائج إيجابية، وقد شهدنا بأعيننا الدليل على ذلك، في الأسبوع الماضي.
وفي ردهة "أوتيل آلي" أدلى الزعيم المسلم صلاح مصباح، بتصريح أشد وضوحا، قال:
"إن الدم يجب الآن أن يبذل بشكل متزايد .. ونحن المعتدلين لا ندعي أن في وسعنا السيطرة على شعبنا، إن ٩٥ بالمائة منهم خاضعون لسيطرة المقاتلين الوطنيين، التابعين لابن بلة".
[نابليون الجيب]
وفي نفس الوقت نجد أن المتطرفين يسيطرون على الجانب الفرنسي أيضا، وفي مقدمة هؤلاء المتطرفين، جان باتيست بياجي، وهو من أبناء كورسيكا الأشداء، ويشتغل محاميا في باريس، وقد برز بين عشية وضحاها، كبطل في نظر الآلاف من المستوطنين الفرنسيين، وقد جعل مقر قيادته، في مقهى "أوشي سوا" الجزائري، ويلقى فيه أتباعه، وهو يسير جيئة وذهابا، وقد وضع يده في فتحة صدريته، على طريقة نابليون. وهو يخطب في اجتماع بعد اجتماع، ملهبا حماسة المستوطنين الفرنسيين، بعبارات طنانة كقوله:"اطرقوا الحديد وهو ساخن ... اطرقوا ضد المؤامرات التي يحيكها جي موليه ... ولن يذوق محارب فرنسي واحد طعم النوم، ما دام هناك مقاتل جزائري على قيد الحياة".