الدعوى الصبيانية، التي لا يستحي كبار الفرنسيين من ترديدها في كل مكان، وأن يسجلونها بحماس في المحافل الدولية بالذات. والغريب أن الدليل الوحيد عند الفرنسيين، بأن الجزائر حقا، وصدقا فرنسية: هو مجرد وجودهم في هذه الديار، بجنود هم وشرطتهم، وأسلحتهم، وظلمهم، وطغيانهم.
نعم هذا هو دليلهم الوحيد، وإننا نتحداهم على ملأ من الدنيا، إذا كانوا يملكون دليلا آخر سواه. وهل هذا الدليل العتيق لما يصلح الإستدلال به على جواز استبعاد الشعوب في القرن العشرين؟
[يجب أن تكون فرنسا أذن ألمانية .. !]
ولو أن حجة الفرنسيين قد صحت في الجزائر لهم، فإنه يجب أن تصح هذه الحجة نفسها عليهم بفرنسا، ذلك لو أن الألمان كانوا قد ادعوا أثناء إحتلالهم الأول والثاني لفرنسا، بأنها المانية، إذن لوجب على العالم الحر، وغير الحر، أن يسلم فرنسا قد أصبحت ألمانية فعلا وأن قضيتها داخلية بحتة، لا تعني إلا أهلها .. الألمان. فهل يا ترى لو زعم الألمان يومئذ مثل هذا الزعم، ثم صدقهم العالم الحر، وغير العالم الحر من الناس، هل كان الفرنسيون يجدون في ذلك الزعم، ق ذلك التصديق شيئا من المنطق، أو شيئا من الحق والنبل؟ أم أنهم كانوا يركلون الأرض بأرجلهم، غضبا وسخطا، ثم ينطلقون في طريق الكفاح يعملون على تحرير وطنهم المقدس؟
لا أظن أنه يوجد فرنسي واحد في الدنيا، كان يمكن أن يعترف بملكية بلده للغزاة لمجرد كونهم غزاة غالبين ..
لقد فعل ما هو أهون من هذا بكثير، رجال عظام من قومهم مع لألمان، وفي مقدمتهم بطل فردان المرشال بيتان والرئيس لافال، وغيرهم. ولم يتجاوز ما فعله هؤلاء الفرنسيون العظام التعاون مع الألمان، وهم يحسبون أن ذلك في مصلحة فرنسا. غير أن جراءهم كان التشهير ثم الإعدام. أما الفرنسيون الذين ثاروا على الألمان الغزاة، ولم يعترفوا