وسخائهم في شراء الذمم، فإنهم لم يستطيعوا أن يعثروا حتى الآن، على خائن واحد، يصنعون منه محمد عرفة ثانيا، أو "كوسلينج" ثانيا، أو دمية من أمثالها.
[قيادة الحركة]
س - ما هي الهيئات الرسمية الموجودة في الجزائر ذات الأهمية والمسؤولية التي تتمتع بثقة الأمة الجزائرية؟
ج - في الجزائر اليوم، من الناحية العملية الجوهرية، هيئة واحدة فقط إنها الأمة الجزائرية الثائرة، وهذه الأمة الثائرة على اختلاف طبقاتها، ومشاربها، ودرجاتها في الحماس والعمل، هي جميعا قوة متراصة، تمد المجاهدين الأبطال، بأعز ما تملك من نفس ونفيس، وما عرفنا حتى هذه الساعة، من خرج على هذا الإجماع أو من فكر في الخروج عنه، إلا بعض الأفراد التافهين الذين قد يغريهم أحيانا ترغيب أو ترهيب، وليس لهؤلاء أي قيمة، أو أهمية.
أما من الناحية الرسمية والشكلية فإنه يوجد في الجزائر هيئات ثلاث الأولى:"حزب الشعب الجزائري" والتانية: "جمعية العلماء الجزائرين" والثالثة: "حزب البيان الجزائري، وحزب الشعب غير معترف به رسميا" والآخرون لم يعودوا يشتغلون كهيئات إنما أصبحوا جميعا يشتغلون كأمة ثائرة تكافح في سبيل تقرير مصيرها، ومصير الأجيال من أبنائها وأحفادها. والفرنسيون يحاولون دائما ولا ييأسون في السعي لإيجاد تفرقة ينفذون من خلالها، لإيجاد الوهن في الصفوف. ولكنهم فاشلون حتى الآن، ونأمل أن يكون نصيبهم على الدوام الفشل، حتى يكتب الله النصر للجزائريين والمغاربة، وهو نصر للحق الذي ينشده جميع البشر من الأحرار. ومع ذلك، فإن الحزم يقتضي منا أن لا نبالغ في التفاؤل. حتى نقدر بأن الجزائريين والمغاربة معصومون لا يمكن أن يوجد من بينهم ضعفاء أو أنانيون