بمناسبة موافقة الأمم المتحدة أول مرة على المناقشة في قضية الجزائر، طلب قلم التحرير إلى الزعيم الجزائري المعروف الفضيل الورتلاني المقيم آنذاك في بيروت، كتابة فصل للقراء عن تطور الجزائر في سبيل الإستقلال. وها نحن نقدمه اليوم للقراء في (مقال الأسبوع).
يمتد تاريخ نضال الجزائر عبر قرابة ٥٠٠ سنة، وعلى سبيل التحديد بدأ منذ خرج العرب من إسبانيا إذ ما كادت تنتهي المجزرة ضد العرب في داخل إسبانيا عقب سقوط غرناطة حتى ١٤٩٢، حتى توجهت أنظار الإسبان وسواهم إلى شمال إفريقيا، فتوالت على الجزائر حملات جبارة من الإسبان والإنكليز والفرنسيين والبرتغال، فما وهنت الجزائر يوما في رد هذه الحملات، رغم عنفها وجبروتها.
ولننتقل الآن إلى نضال الجزأئر ضد فرنسا، الديمقراطية محررة الشعوب وواضعة حقوق الإنسان، هذا النضال الأخير يبتدئ منذ ١٢٥ سنة، حين تجمعت فلول جيوش نابليون الضخمة في باريس، بعد أن كانت تحتل معظم أراضي أوروبا، وخوفا من قيامها بثورة جامحة في الداخل، وجهوها إلى الجزائر للتخلص من خطرها ولإشباع روح الغزو والفتوح المسيطرة على حكام ذلك العهد.
[غياب الأسطول الجزائري وقيام الأمير عبد القادر]
وقد شجع الفرنسيين على هذه المغامرة أن الأسطول الجزائري القوي كان قد اشترك مع الأسطولين العثماني والمصري سنة ١٨٢٧ في معركة "نافارين" الشهيرة ضد أساطيل بريطانيا وفرنسا وروسيا، وهلك في تلك المعركة، فلم يبق للجزائريين ألوية بحرية تدافع عن سواحلهم.