والمكتب يعلن شكره لجامعة الدول العربية، فقد عرفت قيمته، فقررت إعانته منذ أكثر من سنة بمبلغ مائة وعشرين جنيها مصريا في كل شهر، ثم عرفت توسعة في الصلاحيات، فرفعت هذا المبلغ إلى مائتين، ابتداءا من هذا الشهر، وأن الخجل لا يمنعنا أن نقول، أن رجال هذا المكتب محتسبون بأعمالهم لأنهم لا يعملون لأنفسهم وإنما يعملون لرفع شأن العروبة والإسلام.
[الجزائر تعتز بعقيدتها وعروبتها]
يبقى شيء آخر قد يخفى على كثير عن الناس، فوجب علينا أن ننبه حضراتكم إليه، وهو أن الجزائر لا تقاس بأختها مراكش في هذا الباب، فكل من تونس ومراكش، ما زالت لها شخصية معترف بها في الآفاق الدولية، ولها حكومة كيفما كان حالها، وما زالت العربية في كليهما رسمية، ولها كثير من الشأن في الوظائف وما زالت أوقافها قائمة، وما زال في تونس جامع الزيتونة ثاني الأزهر يضم هو وفروعه آلافا من طلاب العربية والدين، وفي فاس جامع القرويين يتلو الزيتونة في الدرجة، أما الجزائر البائسة فلم يبق فيها من هذا أثر ولا عين، كما أسلفنا في المقدمة، وإنما هي تعتز بعقيدتها وعروبتها، وتعيش بها ونعيش لها. إننا لا نبعد إذا قلنا، أن الجزائر أتعس حالا من فلسطين، فمن وراء فلسطين دول وشعوب عربية وأمم إسلامية، وذكرها في المحافل الدولية، وجدل عنيف في قضيتها، يشترك القريب والأجنبي فيه أما الجزائر المسكينة، فليس لها شيء من هذا، ونعيذ أبناء العمومة أن ينسوها، وأن لا يقوموا ببعض حقها، وأن لا يستغلوا هذه القوة الكاملة في أبنائها.