جديد، اسمه الوجود اليهودي أو الصهيوني، وذلك بدليل تعيين وزير يهودي في كل من الحكومتين التونسية والمراكشية، فما معنى ذلك، أفدني رحمك الله؟ ..
[سابقة خطيرة]
قلت: لا يخطرن ببالك تجاه تهدئتي لروعتك ودعوتك إلى التروي، إنني كنت أو سأكون، في يوم من الأيام ميالا إلى إشراك اليهود في حكوماتنا الوطنية، سواء بالمغرب العربي أو بمشرقه، بل كنت ولا أزال، أعد ذلك سابقة خطيرة، ما كان يجوز أن يرتكبها المسؤولون مهما كانت الظروف قاهرة، وهي بالمغرب العربي قاهرة فعلا، وإنما الذي أريد أن أوجه إليه الأنظار، بل أراه واجبا مقدسا، هو أن نفرق دائما عند الحكم على الأحداث بين الفعل والفاعل، فالفعل حين نتأكد من قبحه وفساده، يجب أن نعلن ذلك في صراحة وقوة. ويجب أن نحاربه في ملأ من الدنيا، بدليل وحجة، قم نبين للناس ما هو الأصلح منه والأنفع، وأما فاعله، وهو بالطبع إنسان غير معصوم، فقد يكون مجتهدا فأخطأ، وقد تكون مقاييسه تختلف عن مقايسنا - فمن حقه أن يتمتع بحرية الرأي مثلنا تماما.
ولكن لا يجوز أن نجرحه أو نخونه، حتى نتأكد يقينا من استحقاقه للتجريح أو الخيانة، لأن تحطيم الرجال، الذين بنتهم أحداث الزمن، ليس من القضايا الهينة، التي يسهل التصرف فيها، ولا هي بالتالي، من الأمور التي يجوز أن يقضي فيها بالعجلة وتحت تأثير الغضب، فإن ذلك لا يسر عادة إلا الأعداء ولا ينتهي غالبا إلا إلى الشر، أما ما يسمونه بالوجود الفرنسي قديما، وما تسميه أنت بالوجود اليهودي حديثا، فمن حقك أن أشرحهما لك وأن أعطي لك رأي فيهما صريحا حتى ترضى إن شاء الله.