بهذه المنسابة "لا يمكن لأمة تفقد استقلالها، إلا أن تحزن وتتألم. ولذا فإن المقاومة تبقى في روحها. وإذا ما قبلت بالواقع، فإن قبولها يعني التحمل لا الرضا".
[الاحتلال .. لتصريف البضائع]
الحجة الثانية:"لقد احتلت فرنسا الجزائر لكي تضع حدا لنشاط القراصنة".
الجواب: إن السبب المباشر للاحتلال، هو النزاع الذي قام بين الحكومة الملكية الفرنسية، وبين سلطان الجزائر بشأن الديون التي كانت للسلطان بذمة جمهوريتنا الأولى. فقد كانت هذه الديون، سبيلا لعمليات فاسدة، قام بها بعض التجار في مدينة الجزائر، واشترك فيها تاليران وممثل فرنسا السيد ديفال الذي تلقى من السلطان ضربة المذبة الشهيرة.
وأما مبرر الاحتلال، فقد أباح به الجنرال جيرار وزير الحربية، فور نزول قواته في الساحل الجزائري، حيث قال: إن هذا الاحتلال مستند إلى ضرورات هامة جدا، ويرمي إلى فتح منفذ واسع لتصريف بضائعنا.
الحجة الثالثة:"احتلال الجزائر صفحة من أمجد صفحات التاريخ الفرنسي".
الجواب: هكذا تقول كتب الصغار المدرسية، ويذهب أحد هذه الكتب إلى تشبيه حرب الجزائر بحرب القوات الفرنسية الحرة في بير حكيم - وإني أسوق بهذه المناسبة، وصف المذابح التي قام بها الجنرال روفيجو، والتي أباد فيها قبيلة الوفية، بعد أن اتهمها بسرقات هي برية منها: "كان ذلك في يوم ٦ أفريل ١٨٣٢. خرجت فرقة فرنسية من مدينة الجزائر ليلا، فصادفت عند الفجر قبيلة الوفية، وقد نصبت خيامها واستسلمت تحتها إلى الرقاد العميق. فذبحت الفرقة أفراد القبيلة، دون أن تفسح لواحد منهم مجال الدفاع عن النفس هكذا أبيد كل من كان حيا دون تفريق بين الشاب أو الشيخ، والذكر أو الأنثى (من كتاب إفريقيا الفرنسية لمؤلفه كريستيان).