باسم ثلاثين مليونا من إخوانكم المكافحين في الجزائر والمغرب العربي، أهنيكم والشعب السوداني الشقيق، بتحقيق الحرية والاستقلال، ثمرة جهادكم الطويل وأذكركم في هذه المناسبة الكريمة، بمعركة تنازع البقاء القائمة اليوم في الجزائر على أشدها، بين قوى الشر الاستعمارية، وبين طلاب الاستقلال المجاهدين أمثالكم، والثورة الآن في الجزائر المحرومة، تقاتل ثلاثمائة ألف جندي فرنسي مدججين بأحدث الأسلحة، ومصيرها إنما يتقرر تبعا لانتصارها ولانكسارها لا سمح الله، فمعونتكم إذن، ومعونة العرب أجمعين ماديا وأدبيا، أصبح وجوبها متضاعفا وأنها لتفقد قيمتها إذا لم تكن بالسرعة المناسبة للظروف.
عام ١٩٥٥ الفضيل الورتلاني
[نريد أسابيع التسلح للجزائر]
جريدة بيروت المساء والمنار الدمشقية
إن في الجزائر وحدها اليوم، ما يناهز ثلاثمائة ألف جندي فرنسي، يقاتلون بضعة آلاف من الثوار بالفعل، ومن وراء هذه القوى من الجنود المسلحين على أحدث طراز، دولة جبارة حاقدة، هي خامسة خمسة في مجلس الأمن، ولها حلفاء وأصدقاء، هم الذي يديرون دفة العالم اليوم، وفي مقابل ذلك هذا الشعب الجزائري الأعزل المحروم، الذي لا يملك سوى الإيمان بالله، والإيمان بحقه في الحياة الحرة، لا يملك حكومة ولا ميزانية، بل الذي يحكمه هو عدوه اللدود وميزانية بلادهم الضخمة، إنما ينفقها ذلك العدو على مقاتلته وإذلاله، والقانون السائد عليه في داخل بلاده، يعد رجاله المكافحين عصاة وخارجين على الدولة، تهدر دماؤهم، وتستباح أموالهم وأعراضهم، والأموال المتواضعة التي يمكن أن تجمع للثوار المقاتلين سرا، إنما هي من أمة أفقرها الاستعمار، وقد ظل يمتص ثروتها منذ قرن وربع، وعملية الجمع تعرض القائمين عليها لأخطر العواقب، وقد امتلأت بهؤلاء المغامرين