هذه فذلكة عابرة عن النضال في الجزائر ضد المستعمرين الفرسيين وهي تدل دلالة قاطعة على أن هذه الأمة العريقة، لم تعترف ولا يوما واحدا بضيافة الاستعمار الفرنسي في ديارها، ولا وضعت السلاح ضده مختارة لترتضيه قيما عليها.
أما الحقوق المكتسبة التي يدعيها اليوم في الجزائر حكام فرنسا من جنس حقوق اللصوص بأن يقبص عليهم البوليس داخل البيت متلبسين بالجرم المشهود، فيدعون بأن القضية داخلية لا يجوز للبوليس الفضولي أن يتدخل فيها، وهذا عين ما صنعه وفد فرنسا في هيئة الأمم المتحدة حين حرد على "فضول" الهيئة وتدخلها في قضية داخلية بين اللصوص الفرنسيين والجزائريين المنكوبين.
جريدة الحياة عدد ٢٨٩٤
لماذا يستميت الجزائريون بنضالهم
حيث الكرامة أغلى من الموت
النظام النيابي، القائم على التمثيل الشعبي والحريات السياسية، هذا النظام الذي أقامت فرنسا الثورية الحرب من أجله لم تعرفه الجزائر في ظل الحكم الفرنسي إلا عقب الحرب العظمى الأولى.
ولما جاء الفرنسيون أخيرا بقانون تمثيلي، مكافأة للجزائر على مئات الآلاف من الجزائريين الذين ذهبوا ضحية الدفاع عن الأم الكريمة، جاءت روح هذا القانون صورة طبق الأصل لقانون الأهالي الذي تحدثنا عنه سابقا، فهو يعطي ثلاثة أرباع المليون من الفرنسيين والمتفرنسين ثلاثة أخماس المقاعد، ويعطي لعشرة ملايين من الأهالي العرب أصحاب البلد الأصليين الخمسين الباقية.
ولا يجيز هذا القانون لعربي أن يكون رئيسا للمجلس ولا نائبا له، ولا يجيز للعربي أن يكون رئيس بلدية، ولا نائبا له، هذا من حيث الشكل، وأما من حيث