فأجيبوا هذه الأرواح، وأحيوا آثارها يحييكم الله ويشكركم، ويثبت أقدامكم، ويعز أمتكم، ويشف صدور قوم مؤمنين.
أيها الإخوان؛ إن اليوم بمثابة من يريد الإقلاع من محطة يودع بها ما قطع في سفره من المسافات، ليستفبل مراحل أخرى جديدة واسعة، إن لنا أوضاعا حاضرة مستمدة من ماضينا تشتمل على هيئه إدارية وقانون أساسي وتشكيلات فرعية نص عليها، ومن عاداتنا حين نختار الاجتماع العام، نختار له وقت لنمثله إجتماعا عاما بحق، فنعيد النظر في القانون الأساسي، وفي ما بين أيدينا فنصحح هذا ونكمل ذلك ونغير وننشئ جديد، كل ذك يوم كنا نتمكن من الاجتماعات العامة في القاعات الكبرى التي تضم الشعب الجزائري بمدارسه وشعبه برجاله كلهم، فنكون مؤتمرا جزائريا دينيا عمليا وطنيا، يصدر فيه الشعب عن حيوية جديدة وآمال واسعة تربطه بالعهود المقطوعة، والوصايا الحكيمة، وتلك سنتنا في الماضي أيها الإخوان.
نعم نحن موافقون ...
أما اجتماعنا اليوم فقد طالبتنا به الظروف، وأملته علينا القوانين الاستعمارية وأصبحنا في غير إرادتنا وغير عادتنا المعروفة، والمعمول بها سابقا، فجاء اجتماعنا هذا كما تشاهدون حتى في زمانه الشتائي. لذا فنحن لا نرى مصلحة في تغيير قديمنا ولا شيء منه ما عدا مادة واحدة من قانوننا الأساسي كان الرأي فيها أن تغير، وهذه المادة التي نريد تغييرها، هي المادة التي حددت عمر الدورة الانتخابية في القديم بثلاث سنوات، وهي مادة ينبغي أن تستعاض عنها بأخرى تجعل مدة الدورة الانتخابية سنة واحدة في الظروف العادية، فإذا طرأت ظروف خاصة كالتي نعيش فيها الآن، فإن الإدارة المباشرة تبقى ما بقيت تلك الظروف.