فهل رأيتم أيها السادة، أبعد من هذا في القحة، وأبلغ منه في الاستغلال القبيح والاستعمار؟ بلاد عربية، وشعب عربي، يلحقون إلحاقا، قهرا وغلابا وقوة واغتصابا، بدولة أجنبية، ويعتبرون من رعاياها الخاضعين، ثم يمن عليهم منا، بأن الدولة الغاصبة قد تنازلت ... فرفعتهم إلى مستوى رعاياها الممتازين ..
ولكن من قال لفرنسا أن أهل الجزائر، يبيعون الحرية والكرامة والاستقلال بهذا الشرف المفتعل الرخيص، وهم أبناء العرب الأحرار؟ فلنذكر ما فعلته فرنسا، وتفعله في الجزائر، وجارتيها تونس، ومراكش فلا يهدأ لنا بال أو يقر لنا قرار، حتى نصفي معها الحساب على آخره، باستقلال هذه الشعوب العربية استقلالا تاما.
الشهيد حسن البنا يقول:
اغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب
هذه كلمة نشرت في مجلة (الإخوان المسلمون) بتاريخ ٢٦ يوليه سنة ٤٥وا م بقلم الشهيد حسبن البنا المرشد السابق للإخوان المسلمين، قال رحمه الله:
لن تكون أندلس ثانية إن شاء الله مهما حاول الغاصبون، واستكبر في أرض الله المتجبرون، فلقد كانت غفوة من غفوات الزمن نسي فيها العرب والمسلمون أنفسهم، ونسوا الله فنسيهم، وعاقبهم في الشرق والغرب بانتقاص أرضهم، وتقلص سلطانهم، والوقوع تحت حكم غيرهم.
أما اليوم فلا: لقد استيقظ الشعور العربي الإسلامي، وسرى في العروق والدماء، والنفوس والمشاعر، سيالا دفاقا غامرا قويا، لا يدفعه شيء، ولا يقف في سبيله شيء. لقد عرفنا أنفسنا وعرفنا غيرنا، وعرفنا معقد عزتنا وسر ضعفنا، وعرفنا قبل ذلك وبعده "ربنا" الذي بيده ملكوت كل شيء فلا خديعة بعد اليوم