تنشر هذه الخطبة الجامعة، لأنها صادرة عن رئيس جمعية كبيرة لها أثرها وخطرها، في ماضي الجزائر وحاضرها ومستقبلها، ولأنها دستور كامل للمبادئ الكريمة القوية، التي تسير عليها هذه الجمعية، وتربى عليها تلك الأمة العريقة المجاهدة.
وإننا نرى مناسبة نشرها هنا لتلتقي مباشرة مع مقالات الأستاذ الورتلاني، عن الجمعية.
ومما يزيد في أهمية الخطبة، أن المؤتمر العام للجمعية، الذي عقد في ٢٣ جمادى الأولى ١٢٧٥ هـ الموافق ٧ يناير ١٩٥٦ م بمركز الجمعية بعاصمة الجزائر قد أقر كل ما فيها بالإجماع.
قال الرئيس حفظه الله:
الحمد لله الذي وهب للجزائر، في كبر محنها، وشدائد أيامها، وقسوة بلوتها، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فكانت لإسلامها حارسة، ولعروبتها حافظة، وعلى تراثها أمينة، ولتاريخها باعثة، هذه الجمعية التي كانت للجزائر، دعوة إسلامها، ومشرق نورها، ومربية بنيها وبناتها، والمنافحة عن قوميتها، والمحيية للغتها، والصلاة والسلام على أنبياء الله ورسله من عرفنا أسماءهم فالصلاة والسلام عليهم بأسمائهم، ومن جهلنا فالصلاة عليهم إجمالا، ثم الصلاة بعد