وفي سنة ١٩٣٦ م، انتدبته جمعية العلماء المسلمين الجزائرين للقيام بنشر مبادئها والدعوة الإصلاحية بفرنسا وذلك قصد توعية العمال الجزائريين المغتربين بأوروبا بحيث تمكن في ظرف سنتين ونيف من إحداث ما يزيد عن عدة مراكز للدعوة الإسلامية والربط بين الجاليات العربية الإسلامية من جهة، وإسماع صوت الجزائر العربية المسلمة للعالمين الشرقي الإسلامي والغربي الأوروبي من جهة أخرى.
وهكذا ظل الفضيل الورتلاني يعمل في باريس بجد وحيوية ونشاط ويؤدي رسالة جمعية العلماء بكل ما أوتي من قوة بيان، وشجاعة نادرة، ومضاء عزيمة في الأوساط العالمية في فرنسا التي مكنته فيما بعد بالاتصال بكثير من أعضاء وممثلي الجاليات الشرقية العربية من مختلف الأقطار العربية.
وفي أواخر سنة ١٩٤٠ م، أصبح الفضيل الورتلاني على يقين من أن السلطات الاستعمارية الفرنسية صممت على جعل حد لنشاطه السياسي بعد أن دأبت على تعقب تحركاته تمهيدا لإلقاء القبض عليه، لذلك عقد العزم على السفر إلى مصر، خاصة بعد أن لاحت في الأفق السياسي الغربي بوادر حرب عالمية ثانية فغادر العاصمة الفرنسية بعد توديعه من طرف أنصار الحركة الإصلاحية قاصدا مصر