القائمة الآن، ومركز فرنسا القانوني فيها يناقض وصفها بأنها عضو حيوي في كيان الوحدة الفرنسية، وكذلك الجزائر، تعرف لنفسها كيانا قوميا ومليا، ولها أماني تتعلق بحياتها القومية، ومن الكرامة لفرنسا، مجاراة هذه الحقائق، لأنها أصبحت من روح العصر، وإليها تتجه مستقبل الأمم، وبها توزن الكرامة والمهانة في نظر أبناء الجيل الحاضر، وأن فرنسا، التي تعتز بمالها في تاريخ الحرية من صفحات وأعمال، إنما تستكمل تاريخ عزتها بمجاراة روح العصر، القائمة على مبدأ الاعتراف بحقها في الحياة.
الأهرام ٧ - ١ - ١٩٤٦
[برقيات مختلفة من جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية]
سيجد القارئ طائفة من البرقيات، منشورة في صفحات هذا الكتاب، متباعدة هنا وهناك، وهي مما أرسله الأستاذ الورتلاني إلى عدة جهات، في مناسبات مختلفة، في هذه الفترة القريبة، ولعلها لو كانت مجتمعة ومتصلة بعضها ببعض، لكان أحسن، وبين أيدينا طائفة أخرى من البرقيات، منشورة في العدد الخاص من مجلة النذير، وهي مما أرسلته جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية إلى عدة جهات مختلفة، في مناسبات متعددة، وفي فترة ما بين ١٩٤٥ وسنة ١٩٤٦، وهي جميعا باسم رئيس الجبهة السيد محمد الخضر حسين والسكرتير الأستاذ الورتلاني أو باسم إحداهما دون الآخر في بعض الأحيان، ونحن ننشرها هنا متصلة حاذفين الإمضاءات في الأخير، مكتفين بهذه الإشارة للمسؤولية والتاريخ، وليعرف القارئ شيئا من تطور قضية المغرب العربي، وليعرف أن أهلها لم يسكتوا يوما عن الشكوى من ظلم الظالمين، ولم يتأخروا منذ القدم عن تحديد حقهم في الحرية والاستقلال، وهذه هي البرقيات: