تجرى إشاعات تتأكد يوم بعد يوم، عن وجود اتصالات سرية بين سوستيل وفرحات عباس، وبين شخصيات من وزارة الداخلية الفرنسية ومصالي.
والإدارة الإستعمارية، مع استمرارها على توريد الإمدادات العسكرية لتحطيم حركتنا المسلحة، تحاول منذ الآن أن تفتح الباب للخروج، وبعد مرور برهة من الوقت ستقول للاستعماريين الكبار في الجزائر، أن سياسة القوة لم تعط أية نتيجة، فلنحاول سياسة المرونة وستحاول بواسطة - فرحات عباس وكيوان ومصالى - أن توقف العمل, المسلح، مقابل بعض الإصلاحات السياسية.
ونحن ننبه إلى أن هذا خطأ عظيم. وأن جيش التحرير، لا يعترف لأي كان بأن يتكلم باسمه، والأشخاص الوحيدون الذين لهم الحق في التكلم باسم جيش التحرير هم أعضاء جبهة التحرير الموجودون داخل الجزائر وخارجها.
ومن أراد من غير هؤلاء أن يشرف بهذا المسعى، فليشمر على ساعديه وليقبل بهذه الشروط، فهي وحدها التي قد تجعل جيش التحرير مستعدا لأن يسمعهم.
[قائمة الثوار لتسعة أشهر]
المنشور الثالث
مرت الآن تسعة أشهر، منذ أن بدأ بعض الشبان الوطنيون في الجزائر، عملهم للخروج بالحركة الوطنية، من المأزق الذي ساقه إليه قادتنا السابقون.
فما زلنا نذكر كيف أن قادة الاتجاهين - مصالي واللجنة المركزية - كانا يتنازعان النفوذ الحزبي، في حين كان شبابنا الوطنيون يتدكون في الشوارع أمام المستعمرين، الذين امتلأت قلوبهم غبطة، وسرورا، وكانت مشاهد مؤلمة تدمي لها