اطلعت المذكرة جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، على البيانات التي نقلتها أسلاك البرق إلى الصحف العربية، عن مفاوضات واتفاقات تدور بين بعض رجال إيطاليا وفرنسا، حول امتيازات استعمارية، تجري المساومة عليها بين الفريقين في
بلاد عربية إسلامية، هي البلاد التونسية التي لها حكومة مستقلة، وكيان قومي، وآمال في الحياة الوطنية كأمثالها من أمم الأرض، وأن جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية في الحياة الوطنية كأمثالها من أمم الأرض، وأن جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية في مصر، تحتج على هذه المساومة، وتستنكرها، وترى فيها مظهرا من مظاهر الجشع الاستعماري الذي قضت عليه ويلات الحرب وعظاتها البالغة، وتعلن أن تونس كإخوانها من الأوطان العربية الشقيقة، حريصة على كرامتها القومية، واستقلالها العظيم. وتتطلع إلى عصر جديد ينسيها هذه الأساليب الممقوتة، التي نرجو أن تكون هذه الحرب آخر العهد بها.
السكرتير الفضيل الورتلاني
الرئيس محمد الخضر حسين
حول مطالب جمعية العلماء الجزائريين
فرنسا تحارب العلم والدين والإنسانية
لا يمكن لمن يعيش في ربوع إفريقيا الشمالية، ويلمس الأهوال فيها عن كثب، أن يتصور الواقع كما هو، ولو قرأ أو سمع، لأن ما يفعله الفرنسيون المستعمرون ضد الأهالي العرب هناك، شيء فوق التصور، وشيء ينفر من تصديقه عقل القرن العشرين. هل يمكن أن تتصور يا ابن القرن العشرين، إن فرنسا اللائكية تصادر