حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس اللجنة العليا لمساعدة منكوبي سوريا ولبنان، بعد تقديم أطيب التحيات:
إن جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، تقوم بنصيب كبير على الأخذ بيد الحرية المكبلة، في ذلك القسم من الوطن الأعظم، الذي يشارك مصر في لغتها وقوميتها وتراثها الثقافي وهدفها القومي، وقد أصيبت مدن الجزائر وقراها في الشهر الماضي، بمثل ما أصيبت به مدن الشام، من تهديم العمران بالمدافع على رؤوس قاطنيها. وتقتيل الألوف من الناس، وتمكين رجال الاستعمار الفرنسي من حشد دعاة الحرية في غيابات السجون، وقد عملوا على منع أخبار هذه الكوارث الهمجية، من أن تتسرب إلى الخارج، إلا ما أفلت بغير علم منهم، فظلت مصر غير عالمة بتفاصيل هذه النكبات المحزنة، التي إن اختلفت ظروفها السياسية عن ظروف أختها سوريا - فإنها سواء من الجائب الإنساني والإسلامي والقومي.
إن جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، لعظيمة الأمل بمقامكم الرفيع أن تلفتوا أنظار رجال مصر، وهي محط أنظار العالم العربي، والعالم الإسلامي، إلى ما يوفقهم الله إليه من نجدة وعطف، على منكوبي ذلك القطر المجاهد العزيز. فهم في حاجة قصوى إلى أن يروا من مصر إتجاها يؤكد رعايتها لعهد إخائهم - فإذا هي أشعرتهم كما أشعرت سوريا بتأليف لجنة مساعدة وإغاثة، تكون بذلك قد أحسنت إلى أولئك المنكوبين ... بل أحسنت إلى العالم العربي .. وضمت إلى جامعة الدول العربية التي يرعاها ملك مصر وحكومتها .. أعضاء رئيسية تزداد ببطولتهم وضخامة عددهم قوة إلى قوتها،