صوته إلى جانب الحق، وإلى جانب الشعب، وهكذا رفع الشعب المراكشي كله، الملك، والحكومة، والأمة، صوته باسترجاع حقوقه المسلوبة.
وقد اتهم الفرنسيون زعماء هذه الحركة، بأنهم من أنصار الفاشية لكي يشوهوها في عيون الرجال الحلفاء، فاضطروا إلى محاكمتهم - محاكمة عسكرية - ومع ذلك صدر الحكم ببراءتهم. وليست هذه أول تهمة توجه إلى رجال الوطنية في مراكش، وقد اعتاد الفرنسيون، أن يتهموهم بمثل هذه الاتهامات.
وقد هال الشعب ألا يكون لهذه المطالبة، أي اعتبار لدى الهيئة الحامية، فبدأ سكان البوادي، يتوافدون على المدن، وبدأ الشعب يتوافد على القصر الملكي، في جموع غفيرة هاتفة باسم الحرية والديمقراطية، وهناك نسي الفرنسيون بلادهم المحتلة، ووجهوا جيوشهم نحو الشعب المراكشي الأعزل، فحاصروا تلك الجموع، وبدأ رصاصهم يحصد الشعب حصدا. وقاست مراكش الشهيدة شهرا داميا، اختلطت فيه الدماء بالأشلاء. فلما انجلت العاصفة، انجلت عن مقابر مئات من الشهداء. وأنين مئات من المشوهين، وعن شباب حر يرسف في الأغلال!! ..
عن مجلة، الإخوان المسلمون العدد ٦٤
[المغرب العربي والصهيونية]
يحاول الاستعمار الفرنسي في المغرب، قطع كل صلة بين المغرب وبين البلاد العربية والإسلامية، ويقيم في سبيل ذلك ستارا حديديا، فهو يأبى أن يتبادل عرب شمال إفريقيا، مع إخوانهم العرب والمسلمين في مختلف البلاد، الصلات المادية وغير المادية، ويحاول قطع الصلات الروحية، والشعور بالأخوة، واتحاد الغايات، وتقارب المقاصد.
ولكن هذه المحاولات، لا تجد لها سبيلا، أمام إيمان المسلمين، في شمال إفريقيا، بعروبتهم، وإسلامهم، واعتزازهم بقوميتهم، التي يشتركون فيها مع إخوانهم العرب والمسلمين، في الشرق.