للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى مولاي محمد بن يوسف

سلطان مراكش

في ذمتكم أمور أربعة خطيرة ...

سيدي صاحب الجلالة:

لقد امتحنتم بقسوة استعمارية باطشة، فصبرتم بعزمة عربية إسلامية مثالية، وضحيتم بأعز ما يملك المرء في دنيا الناس، ولكن المغرب العربي بأسره، والأمة العربية والإسلامية بل أحرار العالم جميعا، قابلوا صنيعكم العظيم بوفاء أعظم، وبتقدير منقطع النظير، وإنما فعلوا ذلك مع جلالتكم، تكريما للشهامة، وتقديرا لفداء المصلحة العامة، وإعجابا بروح الكبرياء على المستعمرين المغرورين، مع إيثار السير، في ركب أبناء شعبكم المستضعفين، فبفضل الله، وبفضل وعي الشعوب الصحيح، وبفضل التضحيات الغالية، عدتم إلى عرشكم، منتصرين انتصار الحق على الباطل، والحرية على الاستعباد.

وإننا إذ نهنيكم من أعماق القلوب فإننا لا نشك بأن هذه المعاني جميعا، موضوعة في حسابكم، على أن مقامكم المحترم، لا يمنعنا من تذكيركم بطباع المستعمرين، القائمة كلها، على المساومة ثم الغدر، فاحذروهم حفظكم الله، أن يشوهوا، جمال ذلك الذي كسبتموه، من مجد جدير بالخلود. هذا وإن في ذمة جلالكم اليوم بنظرنا، أمورا أربعة هي من الخطورة بمكان، أعانكم الله عليها.

الأمر الأول: أن لا تقبلوا بغير الاستقلال التام الواضح.

الأمر الثاني: وجوب اعتبار قضية المغرب العربي واحدة لا تقبل الانفكاك.

<<  <   >  >>