للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى الآن، سيؤدي حتما، إلى قلق أوسع وأخطر، وقد يسبب في النهاية حرب عالمية ثالثة مهلكة، وأنتم الذين ستتحملون بطبيعة مراكزكم المسؤولية العظمى، أما الأجيال.

لقد أفنيتم بحق الهند الصينية، وبحق منطقة السار، في تقرير المصير، وتدخلتم بالسلاح في مصير كوريا، وأقررتم مبدأ الحرية بالنسبة للهند، وباكستان، وبورما، والفلبين، والصومال، والسودان، وساحل الذهب، ونيجيربا، وغيرهم، وتطالبون بمثل ذلك للشعوب الواقعة وراء الستار الشيوعي، وتساعدون اليوم بكل همة على توحيد ألمانيا، فهل تكون كل تلك الشعوب أرقى وأحق بالحرية والاستقلال من شعب المغرب العربي.

هذا الشعب العريق في الحضارة، والذي شارك في تنوير أوروبا نفسها وفي تحريرها، وتعلمون حضراتكم، أن القوات المسلحة التي عبأتها فرنسا، ضد الجزائر العزلاء وحدها، تقدر بمئات الآلاق، حتى صار لها مظهر إرادة الإفناء، وطابع حرب عالمية شاملة، إذ سبت إليها قوات من ميثاق الأطلنطي، ومن الهند الصينية، ودعت الاحتياطى للخدمة، ولا تزال مساعيها مبذولة بكل حماس، لتوسيع نطاق الامدادات، واعلموا يا سادة أن المكافحين في الجزائر وفي المغرب العربي، إنما هم رجال مقاومة، وطلاب حرية ووحدة، مثلما فعل رجال المقاومة، الفرنسيين تماما، أيام الاحتلال النازي لوطنهم، ولقد ساعدتموهم في ملاء من الدنيا، بجيوشكم، ودمائكم، وأموالكم، فأصبح هؤلاء المقاومون الفرنسيون، في نظر العالم الحر أبطالا، وأصبحتم أنتم، تعتبرون بمساعدتكم منجدين ومنفذين، فما بالكم مع الجزائريين والمغاربة؟ نرجوا أن يكون الحكم واحدا، وإلا فإن التاريخ جبار، لا يرحم أحدا وهو أقوى منا ومنكم.

بيروت في ٢٨ - ١٠ - ١٩٥٥

الفضيل الورتلاني

<<  <   >  >>