للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقول هذا تأييدا لتحرر الجزائر والمغرب، من غير أن أوافق على التظاهر والإضراب في لبنان، في سبيل هذا التأييد، لأن الإضراب والتظاهر والمقاطعة ترافقها محاذير نحن في غنى عنها، في وضعها الخاص، فلطالما اندس كثيرون من دعاة السوء، في تظاهرات وإضرابات، فحطموا المتاجر وكسروا حافلات الترامواي، وأساءوا إلى الفكرة الأساسية من هذه الحركات، وما دامت الحكومة قد تعهدت في بيانها الوزاري بتأييد الجزائر والمغرب، فمن الأفضل أن تقوم الحكومة بهذا التأييد، من الناحية الدولية قبل سواها، بشرط أن لا يضر هذا بالمصالح اللبنانية.

[صرخات لبنان]

هذه هي صرخات مسيحيي لبنان الكريم، ضد الاستعمار والمستعمرين، تندد به على اختلاف أجناسه ومذاهبه، وهذا هو موقفهم المشرف، من قضية الجزائر، ضد فرنسا بالذات، وقد قصدنا إثبات شواهد هذا الموقف النبيل لأجل أن نخرص بها ألسنة المتاجرين المستعمرين، ولنقطع الأمل على الطامعين، في جعل مسيحي لبنان، أداة للاستعمار في القرن العشرين، ولندفع عن هؤلاء الإخوان، هذه التهمة الحقيرة، التي قد تكون صادقة فعلا، في بعض الشواذ، ولكن الشاذ لا حكم له والحمد لله، ولا يفوتنا أن نسجل هنا عطف رئيس الدولة صديقنا فخامة الرئيس شمعون، على قضية الجزائر خاصة وعلى المغرب العربي بصفة عامة، فلقد تحدث إلينا شخصيا، بما يكنه من احترام وتقدير لتلك البلاد المجاهدة، وعما يبنيه على استقلالها من آمال، لعامة العرب والإنسانية، ووعد وعد الأشراف، بأنه لا يدع فرصة صالحة ومعقولة، تفيد هذه البلاد، إلا ويغتنمها ليس فقط بالنسبة للبنان، ولكنه سيقول الكلمة الطيبة في كل مكان، وفي كل زمان، ومع كل شخص مفيد.

أما مسلمو لبنان، فليسوا محل شك الناس وتهمتهم حتى نسوق الدلائل على صدق عواطفهم نحو الجزائر والمغرب، فلقد قام أحزابهم وهيئاتهم، وصحفهم وشخصياتهم

<<  <   >  >>