التقليدية، على أن هذا لا يغنيهم عن الرجوع إلى الكتب الأساسية، ككتاب "تاريخ إفريقيا الشمالية لشارل أندريه جوليان" وكتاب "الجزائر الخارجة عن القانون" لمؤلفيه كوليت وفرانسيس جونسون، اللذين نحث قراءنا على الرجوع إليهما.
[الجزائر دولة قائمة بالفعل]
الحجة الأولى:"لم تكن الجزائر دولة مستقلة حين احتلتها فرنسا، وإنما كانت من الممتلكات التركية".
الجواب: إن تكوين فكرة صحيحة عن الوعي القومي الجزائري، قبل عام ١٨٣٠، هو بالطبع أمر صعب جدا، ولكن من الثابت، أنها كانت دولة قائمة بالفعل، ومستقلة إلى حد بعيد عن الباب العالي. ومع هذه الدولة، خاضت فرنسا الحرب عدة مرات، وعملت في عهد هنري الرابع وفرانسوا الأول على عقد معاهدة معها. وأنشئت العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا ودولة الجزائر هذه منذ عام ١٥٦١، وهي التي في عام ١٧٩٣ غذت فرنسا في عهد حكومة المؤتمر الوطني، بالقمح والقنب والخيل الخ ..
كذلك فإن إنكلترا وهولندا والولايات المتحدة عام ١٧٩٥ - قد عقدت معاهدات مع الجزائر.
[ثورة عبد القادر]
وأما الشعور القومي بعد ١٨٣٠، فيكفي للتدليل عليه أن نذكر بأن الاحتلال، أدى إلى ثورة عبد القادر، الذي صمد في وجه الفرنسيين حتى عام ١٨٤٧، والذي عقدت فرنسا معه معاهدتي ١٨٣٤ و ١٨٣٧، والذي احتجنا لكي نقضي عليه، إلى "٤٠ ألف فرنسي وخمسمئة مليون فرنك" - (من كتاب إفريقيا الشمالية لجوليان) - أي ما يعادل اليوم مائة مليار فرنك، ويجدر بنا أن نذكر ما كتبه الجنرال كافينياك نفسه