للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحاول صحافة باريس في كل يوم، أن تقنع مواطنينا بأن يكرسوا ما في وسعهم من المال، وما في وسعهم إذا اقتضى الأمر، من الأرواح الفرنسية في حرب الجزائر وفوق ذلك فإن حكومتنا التي تعرف، بأن لا حياة لها، إلا بالوصول إلى السلم، وتعرف بأن عليها أن تبذل المستحيل، لكي توفر الهدوء اللازم الذي لا بد من وجوده، لكي نمكن البدء بأي نوع من المفاوضة، أجل فإن حكومتنا هذه، تنشر الآن فيلما "ثقافيا" يبعث على الأسف الشديد، غايته جعل المتفرج يتصور بأن الحرب، إن لم يكن شيئا منشطا وجميلا، فهي على الأقل شرعية ولا بد منها.

هذه الدعاية تجد وللأسف، منبتا خصبا في ضمائر كثير من الفرنسيين، يفضل الصورة المزيفة التي كونوها من خلال الكتب المدرسية، التي تصدر منذ مائة عام، وتبحث في الاستعمار والاحتلال، ولم ينج من هذا الزيف، سوى التلامذة الذين تتبعوا التاريخ الاستعماري، وأولئك الذين دفعهم الفضول للبحث في المراجع الأصلية، والعمال الذين اطلعوا على الحقيقة، عن طريق المنظمات العالمية، أولئك فقط هم الذين تسنى لهم أن يدركوا الهوة التي تفصل بين تاريخ الجزائر "العلمي" والتاريخ "الابتدائي والثانوي" الذي درسه جميع الفرنسيين، ولذا رأينا هنالك رد فعل "بافلوفي" يتكون لدى الكثير من مواطنينا، شبيه بذلك الذي أدى إلى خوضنا حرب الهند الصينية. "الجزائر هي فرنسا"، "ماذا يحل بهم لو تركناهم"؟، بفضل هذه النداءات، نستبيح كل المجازر، ونتأمل بكل الفوائد والأرباح!!

ولئن كنا لا نملك الجمهور الذي تملكه الصحافة الكبرى، أو صالات السينما، بل رواد الكتب المدرسية، إلا أننا نفخر بصحة ما ننشره ونذيعه، هذه الصحة التي تؤكدها الحوادث في كل يوم، ونفخر بعشرات الألوف من قرائنا وأصدقائنا، يساهمون معنا في توضيح الحقيقة، وتحذير الرأي العام.

إننا نريد اليوم، أن نساعد أولئك الذين لا يعرفون المؤلفات العلمية، التي تبحث عن الجزائر، وذلك بأن نقدم لهم بشكل موجز، بعض الأجوبة على بعض الحجج

<<  <   >  >>