ولقد اتخذ الاستعمار الفرنسي، في محاولاته هذه وسائل كثيرة منها:
الصهيونية: فلقد عمدت فرنسا في محاولتها القضاء على القومية العربية الإسلامية، في شمال إفريقيا، من ناحية، وإلى قطع صلة المغرب بالشرق، من ناحية أخرى إلى وسيلة من بين الوسائل التي استعملتها: وهي تأييد الصهيونية، في المحيط الدولي، وتقويتها، ومساعدتها في شمال إفريقيا.
فأقام الصهيونيون في شمال إفريقيا، عدة مؤسسات هامة، فلهم في الجزائر صحف كثيرة، أبرزها جريدة تسمى "النداء" وفي تونس جريدة "لاجازت دي إسرائيل" و"النهضة اليهودية" و"صوت إسرائيل" وفي مراكش كذلك، كل هذه الصحف، تنطق بالمبادئ الصهيونية، وتترك لها الحرية كاملة، في الوقت الذي تمنع فيه الصحف، والكتب العربية، من دخول المغرب، كما يمنع إصدار الصحف العربية، ويضيق الخناق على ما يصدر منها، وصرح للصهيونيين بإنشاء منظمات، كصندوق الإغاثة اليهودي، والكشافة لليهودية، وهنا وجد المسلمون في شمال إفريقيا أنفسهم أمام عدو لهم من ناحيتين: الأولى - أن الصهيونية، سلاح من الأسلحة، التي يستعملها الفرنسيون، للقضاء على قوميتهم، وتنفيذ خططهم الاستعمارية، والثانية - أن الصهيونية تريد أن تنتزع، من إخوانهم عرب فلسطين وطنهم، وإيجاد سرطان يسري بعد ذلك في البلاد العربية الأخرى. فعولوا على محاربة الصهيونية، وتأييد إخوانهم عرب فلسطين بمختلف الوسائل.
بدء الحرب: لما نشطت هذه المنظمات الصهيونية للعمل، وذلك قبيل الثورة الفلسطينية، عام ١٩٣٦، وأرادت جلب محاضرين لنشر المبادئ الاستعمارية والصهيونية، قام الشباب بإفساد الاجتماعات التي عقدت من أجل ذلك، فعمد الصهيونيون، إلى عرض أفلام الدعاية، بسينما "الكوليزية" بتونس، فما كان من الشباب التونسي، إلا أن تظاهر ضد المسألة، ووقع اصطدام بينه وبين الشباب