القاهرة ٢٥ أبريل ١٩٥٦ - وكالات الأنباء - عقد الوفد الجزائري لدى لجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة، مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم. وقد تحدث في المؤثمر، السيد فرحات عباس زعيم "حزب البيان الجزائري" وأحد زعماء جبهة التحرير الجزائري، المعروف بالاعتدال فقال:
إن النظام الاستعماري المفروض على الجزائر، أصبح يعمل اليوم، في حرب قاسية لفتح البلاد من جديد، وهو اليوم يغرق البلاد في بحر من دماء وقد بلغ عدد الضحايا من المواطنين مائة ألف شهيد.
ثم قال أيضا: أن الثورة الجزائرية القائمة، إنما قامت لمحاربة النظام الاستعماري، وأن الشعب مصمم على الاستمرار في الكفاح، أو الموت من أجل الحرية، ومن أجل هذا الهدف، ماتت الحزبية والأحزاب، وحل محلها شعب متحد قوي، أجمع أمره في جبهة التحرير الوطنية، ومضى السيد فرحات عباس يقول: لا يمكن أن تجرى مفاوضات مع فرنسا، إلا على يد رجال جبهة التحرير، وبشرط أن تعترف فرنسا أولا وقبل كل شيء، بالجنسية والقومية الجزائرية، وأن الجزائر جزء من المغرب العربي. وما لم تحرر الجزائر، فإن استقلال تونس ومراكش يصبح هباء.
ودعا الزعيم عباس إلى جلاء قوات الاحتلال الفرنسية عن الجزائر. وقال: إذا لم يتم هذا الجلاء، انتقلت الحرب إلى فرنسا نفسها. وإذا ما تم الخلاء، فإن جيش التحرير الوطني سيضمن حرية الفرنسيين المستوطنين في الجزائر، ويؤمن لهم المساواة مع سائر الجزائريين.
ومما قال الزعيم الجزائري: أن فرنسا ما تزال تشن الحرب ضد الشعب الجزائري، بالرغم من وعودها بتحقيق السلام. وبالإضافة إلى ٣٥٠ ألف مقاتل فرنسي يعملون