بهذه المناسبة المؤلمة، نتقدم إليكم، مجددين احتجاجنا الصارخ على هذا العدوان. مطالبين مرة أخرى في إلحاح، بتنفيذ العفو العام على جميع السياسيين، والسماح لهم كغيرهم من البشر بالتعبير عن آمال أمتهم الحقيقية، التي تختلف كل الاختلاف، عما يسعى إليه الفرنسيون من استعباد هذه الأمة العربية أو دمجهم في جنسيتهم الفرنسية. وتفضلوا بقبول عظيم الاحترام.
سكرتير جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية
الفضيل الورتلاني
عن مجلة النذير ٨ - ٥ - ١٩٤٦
[احتجاج الجبهة في ذكرى الظهير البربري]
أرسلت جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، المذكرة التالية، إلى كل من حكومات بريطانيا العظمى، الولايات المتحدة، روسيا، إسبانيا، الصين، فرنسا، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
حضرة صاحب السعادة ... ترجو جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، من سعادتكم رفع المذكرة الآتية لحكومتكم الموقرة، مع الشكر الجزيل.
إن يوم ١٦ مايو سنة ١٩٣٠ كان يوما مشؤوما على الأمة المغربية، ففيه صدر الظهير البربري من الحكومة الفرنسية، الذي كانت تقصد به إخراج بضعة ملايين من أبناء هذه الأمجة من دينهم الإسلامي، بعدما عاشوا تحت لوائه ثلاثة عشر قرنا يدينون بعقيدته، ويتعبدون بشريعته، ويتعاملون بأحكامه، ويذودون بالنفس والنفيس عن حوزته، قامت فرنسا الديمقراطية، فرنسا اللائكية، تفرض على الناس بواسطة المراسيم، من ورائها النار والحديد، تفرض عليهم دينا لم يعقلوه، وشريعة لم يرضوها، لأجل تفريق كلمتهم،