إن الندوة المنعقدة في ١٢ أوت ١٩٥٠، قد جسمت ما كان يتخوف منه الشعب، الجزائري،، وقد حضر هذه الندوة كل من السادة: بليفن رئيس الوزارة الفرنسية، وجول موك، روبير شومان، ورينيه مايير، واجين طوماس، وداملون، وانضم إليهم الجنرال جوان، المقيم العام بالمغرب الأقصى وإدمون ناجلان، الوالي العام بالجرائر، وبيريلي المقيم العام بتونس.
إن الحالة الدولية التي تتفاقم يوما فيوما، جعلت الشعب الجزائري يشعر شعورا يتضح شيئا فشيئا، بأنه أصبح مجرد آلة في ميدان السياسة، والإستراتيجية الدولية، وقد أحالت هذا الشعور، إلى يقين الأخبار الشبيهة بالرسمية، التي كشفت عن مرمى هذه الندوة، التي تتلخص قراراتها في بعض نقط معينة:
١ - تضخم عدد الجيش الفرنسي المرابط بالقطر الجزائري، وهذا أول خطر مهدد، إذا علمنا الدور الذي تلعبه الجيوش أثناء عمليات القمع، وقد اتضح أن هذه التدابير، معلقة على إرسال جيوش أمريكية انكليزية إلى أوروبا لسد الفراغ الناشئ عن تطبيقها، وقد بشرنا المسيو ماكس لوجون، مساعد سكرتير الدولة وزارة الجيش، إثر مناورات البخاري، التي جرت في أوائل شهر سبتمبر الحالي، بتعبئة عامة بالقطر الجزائري، إلا أن الجيوش المكونة بهذه التعبئة، ليست معدة للدفاع عن التراب الجزائري، ولكن للقتال بعيدا عن بلادها.
٢ - إنشاء معامل السلاح لتزويد الجيوش بالعدة الخفيفة، وهذا يثير مشكلة اليد العاملة الاختصاصية، التي لا يمكن فضها إلا باستجلاب اليد العاملة الألمانية