والغرض الذي نرمى إليه بهذه المذكرة، أن تكونوا يا صاحب الرفعة اليد اليمنى، وتقيموا الدليل عمليا على أن مصر العظيمة إنما هي الأخت الكبرى للجميع، ثم تشهدوا الناس قاطبة بأن مصر إنما لإغاثة المنكوبين، ولا رائد لها إلا رعاية عهدهم وتخفيف آلامهم .. وندع لرفعتكم ولحضرات أعضاء اللجنة النظر في طريق إسعاف أولئك المنكوبين، واستنهاض الهمم لإغاثتهم، وسيحفظ لرفعتكم التاريخ الصادق، هذه المكرمة كما حفظ لكم مكارم عظيمة من قبلها، وما عند الله خير وأبقى.
عن الكتلة والمصري تاريخ ٦ - ١٠ - ١٩٤٥
السكرتير الفضيل الورتلاني
الرئيس محمد الخضر حسين
[تحية إفريقيا الشمالية إلى أمين الجامعة العربية]
لكل إنسان في الحياة شخصيتان إحداهما حقيقية، وهى التي تتألف من ماضيه وتربيته وعقيدته ومبادئه وطبيعته، فهذه يصدر عنها في جميع تصرفاته من غير أدنى تكلف، وفي كثير من القوة، وأخرى اصطناعية تفرضها عليه الظروف كالممثل في المسرح، يبدي الحزن لغير داع، ويظهر السرور لغير باعث وهلم جرا، فالحزبي مثلا كثيرا ما يكون طبعه عف اللسان ولكن الحزبية قد توجب عليه أن يكون شتاما، وصاحب الوظيفة كثيرا ما يكون عزيزا، ومن الوظيفة قد تفرض عليه بعض الذلة، والمجاهد المخلص يكره أن يبدي في الحق تهاونا، ومن الظروف والملابسات قد تعرضه على الناس متهاونا وعبد الرحمن عزام باشا من جملة الناس فله شخصيته الحقيقية، شخصية الجهاد والكفاح والعروبة العامة، والإخلاص لهما، فهذه توحي إليه بأن يكون حربا على الاستعمار، في كل دقيقة من دقائق حياته ولصالح العرب والمسلمين جميعا، وفي غير أدنى مهاودة، ولا مهاونة ولا مجاملة، وله شخصية