للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متكلفة فرضتها عليه وظيفته الخطيرة التي تتناول الدول كلها في الشرق والغرب، فهو حينما يريد أن يقول أو يفعل يتصور أولا: هل الدول العربية كلها تكون راضية؟ وإذا كان بعضها، قد يعرض الجامعة لقلق، وسوء تفاهم؟ ويتصور ثانيا: هل النواحي التي ليس من مصلحة الجامعة أن تغضبها الآن، أفلا يحرجها هذا العمل؟ ثم يتصور ثالثا: هل الشعوب التي لا يهمها أمر الحكومة، إنما يهمها فقط، الوصول إلى حقوقها، وإلا كان القائمون عليها في نظرهم مقصرين، وربما أبشع من مقصرين، نحن نعترف أن هذه الملابسات، تجعل المسؤول في حيرة وارتباك، ولكن العظمة كل العظمة، أن يعمل المسؤول للحق، وللحق فقط، مع إيجاد حلول بقدر الإمكان لهذه العقد كلها، ونحن نعتقد أن عبد الرحمن عزام باشا، رجل عظيم، ورجل مخلص، ويجب أن يجد حلولا مهما شحت عند سواه، وفعلا قد استطاع أن يحل أعقد المشاكل الدولية. ويسرنا اليوم أن نراه يحل مشكلة الجامعة، وموقفها من إفريقيا الشمالية التي تعاني أسوأ العذاب، بل إنها تعاني عملية الإفناء، فلقد كان موقف الجامعة من هذه البلاد، إلى الأمس القريب، غامضا ومائعا، وكنا مع حسن ظننا بجميع رجال الجامعة - نأسف كل الأسف لتخيلهم عن ثلاثين مليونا من إخوانهم في أشد محنتهم، ومع أسفنا كنا نلتمس لهم الأعذار، واليوم يقف عزام المجاهد، على منبر لندن لا القاهرة، فيعلن موقف الجامعة، الحازم المشرف من هذه البلاد. فيدلي إلى الهيئة البرلمانية لحزب العمال في مجلس النواب بالتصريح الخطير التالي:

"إننا سنعمل لحرية العرب واستقلالهم، أينما وجدوا، ولنا إخوان في شمال إفريقيا ينتمون إلى أعرق العناصر العربية يطلبون بإلحاح مساعدتنا لهم، للحصول على الحرية والاستقلال، وسينال هؤلاء دائما عطفنا، لأننا نطلب الحرية وليس لأنفسنا فقط بل للآخرين أيضا".

مرحى يا أخا الجهاد، فوالله أنها لأفعل في النفوس بالمغرب المكافح من جيش جرار بجميع أسلحتهم. نعم إنه حتى الآن لكلام، ولكن الكلام عند البلاء كائن حي يربيه

<<  <   >  >>