وبعد فإن وظيفتي هنا هي أن أشكو إلى العرب ما أصاب لغتهم، وعنوان مجدهم، من إهانة ومطاردة، ثم لا أوصيهم بماذا يصنعون مع المجرمين، لأنهم أدرى.
برقية لحضرات رؤساء الكتلة الإفريقية الآسيوية في هيئة الأمم المتحدة المحترمة.
باسم الجزائر والمغرب العربي وما يبذلونه من دم وعرق، مرغمين صونا لحريتهم وبقائهم، وباسم عامة الأحرار الحاضرين والغائبين من الأجيال، نشكركم على جهودكم النبيلة الموفقة، حيث استطعتم بصبركم رغم عراقيل المستعمرين والطغاة، أن تثبتوا لدى هيئة الأمم والعالم، مبدأ حق الجزائر في السيادة والاستقلال، وأملنا وطيد بأن تواصلوا مساعيكم المتنوعة، لجني الثمرة المطلوبة إذ تعلمون، أن الأعمال بالخواتيم وفقكم الله.
١٣ أكتوبر ١٩٥٥
[هل المقاتلون في الجزائر ثوار أم لصوص؟]
جريدة بيروت المساء والمنار الدمشقية
إن أبرز صفة في الاستعمار الفرنسي، الجرأة على الكذب، والمكابرة فيه، فإذا قالوا لك مثلا: إن الجزائر فرنسية، وأن أهلها فرنسيون، وأن قضيتها داخلية، لا تعني أحد سوى أهلها، أي سوى فرنسا، ثم جئت أنت وأنا وهو، بل وجاء الناس أجمعون، لدحض هذه المزاعم ولإقامة ألف دليل مستقاة من أقوال الإفرنسيين أنفسهم، ومن أفعالهم اليومية، على أن الجزائر ليست فرنسا، كما أن السماء ليست بالأرض، وكما أن الملائكة ليسوا بشياطين، ومع هذا يظل المستعمرون الافرنسيون، يؤكدون بكل وقاحة في مناسبة وغير مناسبة، وأمام الدنيا جميعا، بأن الأمر إنما هو كما يزعمون، أحب الناس أم كرهوا، وأنها - عنزة ولو طارت - من هذا القبيل ما