احتلت فرنسا، تونس والجزائر ومراكش، منذ عشرات من السنين، ومرت في احتلالها، على أفظع ما يتخيل من الاستبداد، وما زال سكانها، وهم وارثو الحضارة العربية الأندلسية، يطالبون بحريتهم، فتزداد فرنسا إمعانا في اضطهادهم، وتلجئهم إلى الثورة عقب الثورة، حتى جاءت هذه الحرب، التي أذاقتها مرارة احتلال النازيين لبلادها، وكان المنتظر أن تأخذ ذلك عبرة، وتتخذ مع أولئك العرب الأبطال سياسة الانصاف، ولكنها تمادت في سياستها القديمة الجائرة، فهم اليوم يلاقون من التقتيل والتنكيل، والزج في السجون، ما تتفتت له الأكباد، وتثور له نفوس أنصار الحرية غضبا.
وجبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، ترجو من عواطفم الإنسانية أن تشملوا شمالي إفريقيا بعناية، وتعملوا لتخليصه من الاستعباد الفرنسي، حتى يتمتع بحريته، ويتصرف في شؤونه بنفسه، ويكون من الأيدي العاملة، لتحقيق السلام الشامل لبني الإنسان قاطبة.
٣ - ٨ - ١٩٤٦
[إلى وزراء الدول الخمس]
هذه برقية أرسلت إلى كل واحد من وزراء خارجية الدول الخمس: إنكلترا، أمريكا، روسيا، الصين، فرنسا.
بمناسبة اجتماعكم للنظر في مصير الشعوب، وأمامكم الهدف المثالي الذي هو دعاء سلام عام، تشعر به الأمم قاطبة، تذكر جبهة الدفاع عن شمالي إفريقيا، مؤتمركم الموقر، بأن في شمال إفريقيا: تونس، الجزائر، ومراكش - نحو ثلاثين مليون من العرب، سيشاركونكم في بناء السلام العام متى ساعدتموهم على التخلص من الاستعمار الجائر، وأصبحوا يريدون شؤونهم السياسية بأيديهم.