اليهودي، حتى أجبر الحكومة على وقف عرض الفيلم، ولما قامت الثورة في فلسطين، تألفت في أنحاء المغرب العربي، لجان لجمع التبرعات، لمساعدة الثوار، فلم تستطع الحكومة الوقوف في هذه السبيل، لشدة تحمس الأهالي، إلا أنها كانت تعمل على انتهاز أية فرصة للحد من هذا النشاط، والقضاء على كل أثر لتعاون المسلمين في المغرب، مع إخوانهم في فلسطين أو أي بلد عربي أو إسلامي.
الثورة التونسية: ولما قامت الثورة في تونس، ضد الاستعمار الفرنسي، جندت الحكومة الفرنسية، كل ما عندها من الوسائل للقضاء عليها، ومعاقبة رجالها أشد العقوبات، وقبضت على كثير من الشباب وقدمتهم للمحاكمة، وكان بين التهم التي وجهت إليهم تأييدهم لقضية فلسطين، حتى قامت الحرب الأخيرة.
في المرحلة الأخيرة: ولما بدأت القضية الفلسطينية تأخذ دورها الأخير، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تحرك المغرب العربي لتأييدها، والوقوف في وجه الاستعمار الصهيوني، فقامت الصحف العربية بحملاتها على الصهيونية، وتكونت لجان الدفاع عن فلسطين، تضم قادة الرأي في المغرب العربي، ونشطت الأحزاب المغربية، على اختلاف نزعاتها، لتأييد القضية الفلسطينية. وبدأ العرب بالمغرب في مقاطعة البضائع الصهيونية، وتعمل الهيئات واللجان والأحزاب، في شمال إفريقيا الآن على جمع التبرعات، لإنقاذ الأراضي الفلسطينية، ومساعدة العرب، وتجنيد الشباب للتطوع من أجل الجهاد في فلسطين، إلا أن الحكومة الفرنسية، مازالت ماضية في سياستها، التي تؤيد فيها الصهيونية، بل أنها قد سهلت للصهيونيين، وسائل الهجرة لفلسطين فعلى الحدود، بين مراكش والجزائر، في "وجدة" يقوم الصهيونيون بتهريب المهاجرين إلى الشرق، وكذلك على الحدود، بين طرابلس وتونس، ثم ينتقلون بعد ذلك إلى فلسطين إما عن طريق اجتياز مصر أو عن طريق البحر إلى فلسطين.