بجيوشهم في ١٠ فبراير سنة ١٩٤٣ وطردوا منها الألمان والطليان، انعقد مؤتمر جزائري، تمثلت فيه جميع العناصر الصالحة، واتفقوا على إذاعة بيان ضمنوه المطالبة بالسيادة والاستقلال، والتفت الأمة عن بكرة أبيها يومئذ، حول هذا البيان، ولما انتهت الحرب، رأى عباس، وفريق كبير من المثقفين، الذين كانوا يعملون في صفوف النواب، أن يؤسسوا حزبا شعبيا، فكان هذا الحزب الذي سموه "البيان الجزائري" تلميحا لذلك البيان التاريخي العظيم.
نشرت في جريدة المنار وبيروت المساء والشهاب في مايو ١٩٥٦
[تصريح للورتلاني عن اليمن وعن رحلته إلى الأندلس]
إن الأحداث الكبيرة في التاريخ، لا سيما الثورات والانقلابات منها، كثيرا ما يضيع وجه الحق فيها، ويقوم الباطل مقامه، ثم يصير ذلك الباطل، تاريخا مدونا، يقرؤه طلاب العلم في المدارس والكليات، ويستدل به العلماء على قيام الدول وزوالها، ويستخرجون منه الحكم والأقيسة. وهذا النوع من الباطل، الذي يسجله المنتصر وحده في غياب المنهزم، هو من طبيعته أن يتوالد ويتكاثر، حتى يملأ الدنيا فراخا، لذلك كنا نود لو أن أمثال الأستاذ الورتلاني، تولى كتابة الوقائع التي كانت تحيط بحوادث اليمن، بتجرد وأمانة حتى يجنب الناس اعتقاد الخطأ، ولكنه فيما يظهر، لا يرى الوقت بعد مناسبا لهذا العمل، أو شغله ما هو أهم من ذلك، من جهاد بلاده الجزائر والمغرب العربي. وبين أيدينا الآن "جريدة البصائر" لسان حال جمعية العلماء الجزائريين، عدد ١٧٤ تاريخ ٥ نوفمبر سنة ١٩٥١، وفيها تصريح عامر للورتلاني في الموضوع، وتعليق قيم لرئيس الجمعية، العلامة الأستاذ الإبراهيمي ونرى من المناسب جدا، ومن المفيد، أن نثبت الاثنين معا للتاريخ، قال العلامة الإبراهيمي تحت عنوان: