فى وحدة، مع مراكش وتونس، ويومئذ يتسع المجال، لتعدد الأحزاب والهيئات، ويومئذ يجوز أن تكثر الآراء وتتنوع الأعمال.
[الثوار وحدهم هم أصحاب الكلمة]
س - ما هي مطالب الجزائريين الأساسية، ومن الذي تراه صالحا ليتولى المفاوضات مع فرنسا؟
ج - إن مطالب الجزائريين الأساسية مختصرة جدا، ويمكن أن نعبر عنها بكلمة واحدة، هي "الاستقلال" أما مفاوضات مع فرنسا، فلها في نظري مرحلتان.
المرحلة الأولى، يجب أن تستهدف إيقاف العمليات الحربية بين الفريقين المتقابلين، وإعلان الجانب الفرنسي حق الجزائر في السيادة والاستقلال، فهذه المرحلة لا يجوز في نظري أن يتولاها إلا الثوار أنفسهم، ثم لا يجوز حتى بعد ذلك الإعلان، أن يضعوا أسلحتهم حتى يتم إعطاء كل الضمانات: لتحقيق الاستقلال بأسرع ما تسمح به الظروف المعتادة في القرن العشرين.
أما المرحلة الثانية للمفاوضات، فيجب أن تقوم بين طرفين متكافئين ومتساويين في الصلاحيات، أعني بين ممثلي فرنسا، الذين تنتد بهم حكومتها الشرعية، وبين ممثلي الجزائر الذين تنتد بهم حكومتها الشرعية أيضا، تلك الحكومة التي يجب أن تكون منبثقة عن مجلس منتخب إنتخابا حرا، لأجل أن يضع دستور البلاد، ولأجل أن يشرق على حكومة حرة تضع القواعد للإستقلال الفعلي، ويكون من مهام هذه الحكومة طبعا، أن تفاوض فرنسا وتفاوض غير فرنسا إذا لزم الأمر، وأن تكون مسؤولة أمام ذلك المجلس، حسبما جرت العادة في البلاد الديمقراطية بالعالم.