وقد أظهر الخطيبان هول الجريمة التي ارتكبها البريطانيون في البريمي، ضاربين عرض الحائط بالتحكيم والاستفتاء والعهود والمواثيق، لاجئين إلى القوة والعدوان في احتلالهم أرضا عربية، محاولين بعملهم هذا إقامة سور فولاذي حول ما يسمونه بالمحميات، حيث لا يعرف أحد ما يجري هناك .. فقد كانت واحة البريمي المنفذ الوحيد الذي يستطيع المحكومون الاتصال بواسطته بالدنيا، وإبلاغ أحرار العرب ما يقاسونه من عنف وإرهاق! .. هذه هي القيمة الحقيقية لواحة البريمي .. بالإضافة إلى البترول الذي ثبت وجوده فيها.
[همجية فرنسا في الجزائر]
وكان الهجوم الورتلاني مركزا على الإستعمار الفرنسي، فلم يأت بشيء من عنده بل نقل بأمانة ما يقوله الفرنسيون أنفسهم في محاضر المجلس النيابي الفرنسي عن الأعمال الوحشية البربرية التي ارتكبوها .. وهي - يشهد الله - أفظع مما يمكن أن يتصوره المرء في عالم الإرهاب والهمجية.
أربعون قرية في الجزائر أحرقوها بالبترول فلم ينج بشر ولا حيوان من الموت .. أجل ٤٠ ألف عربي أحرقوا عام ١٩٤٥ يوم إعلان النصر الحليف.
[رأس المغربي بخمسة فرنكات]
رأس المغربي الجزائري بخمسة فرنكات .. هذه هي التعريفة التي وضعها الفرنسيون الذين يقتلون الجزائريين.
وكان الورتلاني عظيما حين بسط بالأرقام أهمية المغرب العربي، بالنسبة إلى العالم العربي وكشف عن تقصيرنا في مساعدة هذه الشعوب المجاهدة الباسلة الشقيقة.