الله، وبعونه وتوفيقه إلى ميدان الكفاح المسلح، فهو السبيل الواحد إلى إحدى الحسنيين، إما الموت وراءه الجنة، وإما حياة وراءها العزة والكرامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة محمد البشير الإبراهيمي
الفضيل الورتلاني
القاهرة ١٥ نوفمبر ١٩٥٤
[أوسع المعلومات عن بداية الثورة في الجزائر]
انفجر بركان الثورة المباركة في الجزائر ليلة اليوم الأول من نوفمبر الحالي، ١٩٥٤ وقد كنا نحن الجزائريين الموجودين خارج الجزائر، نترقب هذه الثورة ونتوقعها، نترقبها لأنها الأمل الوحيد في تحريرنا من التعسف الفرنسي، الذي لا يعرفه إلا من أبلى به، ونتوقعها لأن هذا هو وقتها، ولأن فرنسا لا تفهم إلا هذه اللغة، ولا يفتح آذانها إلا هذا الصوت.
ومضى على الثورة عشرة أيام، ونحن نحترق شوقا إلى الإطلاع على حقيقة ما يجري هناك، وكيف ابتدأت الثورة؟ وما هي العناصر التي قامت عليها؟ وبأية صبغة تصطبغ؟ وإلى أي اتجاه تتجه؟ وهل انتشرت في جميع البلاد، حتى نبني على مقدماتها الصحيحة، نتائج صحيحة. ونستطيع أن نتحدث عليها بالصدق، ونصفها لإخواننا الذين لا يعرفون الجزائر، ونصورها بصورتها الحقيقية من غير مبالغة، نغرهم بها. ولا تقصير يثبط العزائم، وحتى نغذيها بما نستطيع من وقود روحي أو مادي، إذ لا يستطيع العاقل أن يتحدث عن شيء يجهل تفاصيله، وإن كان يعرف أسبابه.