أما اليوم فإن كلا من تونس ومراكش قد دخلتا في هذه الطريق، وبقينا نحن من ورائها نتحمل عواقب من فاتهم الركب، وهكذا فإن حركتنا الوطنية، التي مرت عليها سنوات من الجمود، والتوجيه المنحرف، وفقدان المساندة الشعبية الضرورية، قد أخذت شيئا فشيئا، في الحالة التي يغتبط بها الاستعمار أعمق الاغتباط، حتى أصبح يعتبر أنه تحصل على أكبر انتصار، على قيادة الحركة الوطنية الجزائرية.
إن الساعة ساعة خطر، وأمام هذه الوضعية التي توشك أن تصبح ميؤوسا منها، رأى جمع من الشباب المسؤولين الواعين لهذا الخطر، والذين جمعوا حولهم عناصر سالمة، ذات تصميم واضح، رأت أن الوقت قد حان، الخروج بالحركة الوطنية من المأزق الذي تردت فيه، بسبب تناحر الأشخاص، وتزاحم النفوذ، وعزموا على أن ينطلقوا إلى جانب إخوانهم التونسيين والمراكشيين، في معركة التحريرية الحقيقة.
ونحن نحب أن نؤكد في هذا الصدد، أننا مستقلون عن الطرفين، اللذين يتنازعان النفوذ في الحركة الوطنية. وحركتنا التي وضعت المصلحة الوطنية فوق جميع الاعتبارات الحقيرة، حول الأشخاص ومكاناتهم، والتي تتمشى مع المبادئ الثورية، لا عدو لها تقاومه إلا الاستعمار الأعمى، الذي لم يتح لنا في أي وقت من الأوقات، أن ننظم نضالا سليما.
[جبهة التحرير]
هذه هي الأسباب التي جعلتنا نتقدم بحركتنا تحت إسم "جبهة التحرير الوطني". وبذلك تتيح هذه الحركة لجميع الوطنيين الجزائريين، مهما كانت طبقاتهم الاجتماعية، ومهما كانت أحزابهم وحركاتهم الجزائرية الخالصة، أن يندمجوا في معركة التحرير دون أي اعتبار آخر.