العالم، فضلا عن الصحافة العربية، ونحن نغتنم فرصة إصدار هذا العدد الخاص من النذير لنورد فيما يلي بعض أمثلة مما كانت تقوم به الجبهة في سبيلها، آملين أن لا تذهب تلك الدماء العربية العزيزة سدى، بل تكون سقيا لشجرة الحرية المقدسة إن شاء الله، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
السعدي عمار
مدرس بالأزهر وعضو مجلس إدارة الجبهة
مذكرة من جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية
إلى مؤتمر الجامعة العربية
حضرة صاحب السعادة عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام لجامعة الدول العربية.
تحية واحترام، وبعد:
ترجو جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية من سعادتكم عرض هذه المذكرة الوجيزة على مؤثر الجامعة الموقر، ولنا كبير الأمل في أن نحظى من أنظاره البعيدة المرمى بعناية ضافية وهي:
أن شعوب إفريقيا الشمالية العربية: تونس والجزائر ومراكش، طالما قاست من الاحتلال الفرنسي ألوانا من الاعتداء على الأنفس والأعراض والدين والأموال وطالما حاول الناهضون من رجالها تخفيف شيء من ذلك الاضطهاد الممقوت فيوجهون الشكوى بعد الأخرى إلى فرنسا نفسها على أمل أن يجدوا من الفرنسيين من يحمل في صدره شفقة على الإنسانية المعذبة، فتخيب آمالهم، بل لا يجدون إلا من يعد شكواهم طعنا في سياسة الاحتلال، والطعن في السياسة جناية تقابل بالعبودية في غير رحمة.