حضرة صاحب المعالي عبد الرحمن عزام باشا، الأمين العام لجامعة الدول العربية بلودان - سوريا.
ترجو جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، من معاليكم، تبليغ تحياتها، ودعواتها بالتوفيق لحضرات المؤتمرين، راجية أن تكون قضية إفريقيا الشمالية في هذه الدورة غير العادية، محل عنايتهم الزائدة، جوابا على مضاعفة الفرنسيين الجهود لفرنسيتهم، فلقد انتظرنا كثيرا، وبلغ السيل الزبا، ووجب العمل لإنقاذ ثلاثين مليونا، يدفعون بقوة هائلة، للاندماج في غير العرب.
٩ رجب ١٣٦٩ - ٩ يونيه ١٩٤٦
[إلى مؤتمر الملوك والرؤساء بانشاص مصر]
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ...
بعد التحية والإجلال: إن هذا اليوم الخطير، فاصل بين تاريخين. وشاهد بين جيلين ففي إفريقيا الشمالية ثلاثون مليونا من أبطال العروبة، تعمل فرنسا بأعنف وسائل الاستعمار على سلخهم من جنسيتهم، وإدماجهم في العائلة الفرنسية، وأن لكل قلب من هذه الملايين المجاهدة من الأمل في اجتماعكم، والتطلع إلى الإنقاذ على أيديكم، أضعاف ما يأملون من جهادكم وبذل دمائهم، وتضحياتهم الغالية في عشرات السنين الماضية، فبادر بالنجدة لهذه الحصون العزيزة، حصون العروبة والإسلام، فلعل صيحة تجتمع عليها قلوبكم العظيمة، أمضى أثرا في الإنقاذ، من الدماء التي لم يبخلوا بها مدة قرن لم تنقطع.
جريدة الإخوان المسلمون ٢٨ جمادى الآخرة سنة ١٣٦٥ هـ