ليس في المغرب العربي بربر ... لأن البربر استعربوا استعرابا تاما.
جمعتنا صدفة بالمجاهد الجزائري المعروف، الأستاذ الفضيل الورتلاني وكان طبيعيا أن يدور الحديث حول الثورة القائمة اليوم في بلاد المغرب، وبصورة خاصة عن وجود عنصرين مختلفين هناك، هما العرب والبربر على ما تروجه دعايات المستعمرين الفرنسين، وقد شرح حضرته المسألة كما يلي:
من القواعد الأساسية التي يبني عليها الإستعمار قديما وحديثا، قاعدة "فرق تسد" فما غزا يوما قوي ضعيفا، إلا وحاول قبل العمليات الحربية، أن يوهن صفوفه بإشاعة الخلاف والتفرقة بين أفرادها، وإذا غزا شعبا بالفعل، وكتبت له الغلبة عليه، ظلت القاعدة "فرق تسد" هي العامل الأول والأكبر لضمان استغلاله وتخليد سلطانهم عليه، ثم لما كان الخلاف يقوم بين قوم، إلا على أصل من النفور بين أفراده، كان من الطبيعي، أن يبحث المستعمرون المفرقون، أول ما يبحثون على عوامل نفسية، تصلح أن تكون مادة فعالة، لإثارة ذلك النفور والحذر، وإشاعة سوء الظن والكراهية بين الأفراد والجماعات من ضحاياهم، والغرض واضح، هو رفع الثقة بين المتساكنين المظلومين، حتى يتعذر التعاون بينهم ضد الظالمين، وليصير بأسهم بينهم شديدا، ويكفي الله المستعمرين القتال.
ومن المعلوم أن أقوى العواطف وأشدها سلطانا في النفوس، هي عاطفة الدين، ثم الجنس، من أجل ذلك كان المستعمرون ولا يزالون يدخلون على ضحاياهم، لتشتيت شملهم، من هذين البابين الواسعين، باب الدين، وباب العنصرية فلعله