حضرة السفير المحترم: هل أتاك نبأ ذلك الحادث الغريب الذي ظهر به جنرالكم العظيم كهدية العالم بمناسبة عيد الميلاد؟ لقد روت الصحف أنه جمع الصحفيين في صالة أنيقة بباريس عاصمة الثورات والحريات في الزمن الذي تم القضاء نهائيا على الرجعية الفاشية وغير الفاشية البغيضة، التي أتى القضاء فيها حتى على مرشال فرنسا الأعظم وجرده من جميع فضائل حياته لأنه تعاون مع الألمان المستبدين المعتدين الظالمين وفي الوقت الذي ظهرت فيه الجمهورية الرابعة الفتية، التي تتكون أكثريتها الساحقة من أهل اليسار المتطرفين في الحرية والعالمية، وفي الوقت الذي تذاع فيه إحصاءات عن ضحايا الحرب الاستعمارية الماضية أو القائمة، وتقدر بحوالي خمسين مليونا من زهرة شباب الدنيا الغض الطري. في هذا الجو الديمقراطي الرابع وفي هذا الوضع الإنساني قام جنرالكم العظيم بالإعلان عن نفسه بواسطة صاحبة الجلالة أنه داعية الاستعمار الدولي، وأنه حامي حمى القوي الطاغي على الضعيف المتواضع الحاني ولو كان ذلك الطاغي شيطانه الرجيم بالأمس ما دام يجتمع معه في مبدأ القهر والاستبداد، قام جنرالكم العظيم يدافع عن من؟ أخشى أن لا يصدقني الناس إذا زعمت أنه يدافع عن إيطاليا ولكن من غير قسم يا حضرة السفير، لقد كان ذلك مع الأسف العميق، ونشرته صحف الدنيا وها أنا ذا أنقل لكم نصه عن جريدة الكتلة الغراء عدد رقم ٣٥٨ قال الجنرال العظيم غير الموفق:
والإيطاليون ثبتوا أقدامهم في طرابلس وبرقة، قبل الفاشيستية وأصلحوا منها الشيء الكثير، وسنحت لي الفرصة أن أشاهد الأعمال المهمة التي قاموا بها في