إن شمال إفريقيا قد بقي بمعزل عن مؤتمرات دول العالم وقراراتها ولم يشمله أي نوع من أنواع الحلول الدولية، فقد بقيت فرنسا فيه تمارس سياستها في محق المعنويات والإفقار والإذلال والتقتيل والتشريد والفصل بين السكان وبين مقومات وجودهم اللغوية والبيئية والتاريخية ورغم هذا فالعالم المتمدن والدول التي تدعي أنها دخلت هذه الحرب دفاعا عن حرية الشعوب تلتفت إلى ما يجري هناك من مظالم وجرائم ومخالفات لأبسط الحقوق الطبيعية التي يجب أن يتمتع بها البشر فالعرب لا يعدون أن تغيرا قد طرأ على العالم من حيث تحقيق المبادئ السامية ونشر الحرية في عالم يعطي لهذه البلاد العربية حقوقها من استقلال وحرية وسيادة، وما لم تجل القوات الفرنسية عنها لتتمكن هذه البلاد من تنظيم شؤونها ولم شتاتها وإعادة الحياة إليها بالتعاون مع الأقطار العربية وبالانتماء الرسمي إلى الجامعة العربية، والدول الكبرى والعالم المتمدن مدعوون، إذا كانوا حقا يريدون السلام الدائم إلى معالجة هذه المشكلة وصون حقوق العرب.
وهذا الذي يشعر به حزب البعث في سوريا هو بالذات ما يشعر به شباب العرب والإسلام في جميع أقطار الدنيا وهل تظنون أن عداوة ٤٥٠ مليون عن التفاهة بحيث لا يؤيه لهم ولا يقام لهم وزن؟ إن ظننتم ذلك فقد أسرفتم في الضلال وضيعتم الأجيال من أبنائكم فاللهم اشهد أنني نصحت وأختتم كلمتي اليوم بنصيحة أخرى لو وفقكم الله إلى وزنها والمبادرة إلى العمل بها تحدثون انقلابا كبيرا في عواطف الناس جميعا ذلك هو أن تطلقوا فورا سراح أولئك العشرات الألوف المعذبين من المعتقلين والمسجونين وأن تصدروا عفوا عاما على المحكوم عليهم بالإعدام ظلما وعدوانا ثم تطلقوا الحريات من عقالها للعرب كما فعلتم مع الفرنسيين والفرنسيات والله ولي التوفيق.