لبيك يا أخا الجهاد يا أستاذ الورتلاني، فلقد عرفت حزب مصر الفتاة وكفى بك شهيدا، فلقد كتبنا على أنفسنا من أول يوم ظهرنا فيه للكفاح، أن يكون مجال جهادنا هي البلاد العربية كلها، ثم الإسلامية جميعا، ونحن بحمد الله من أكثر الناس تقديرا لبطولة عرب إفريقيا الشمالية، ومن أشد الناس إحساسا بآلامهم وآمالهم، ومن المؤمنين أعمق الإيمان، بأن الأمة العربية التي لا يكون في جسمها هذا الجناح الأيسر الجبار، الذي لم يخل عصر من عصوره من صفحات المجد والبطولة والجهاد، وبالنفس والنفيس، لهي أمة ناقصة مشلولة، ونحن من المؤمنين أخيرا، أن الشرق عامة ومصر خاصة، مقصرون أشد التقصير في حق أولئك الإخوان البررة، ولكن ظروفهم المحلية قبل اليوم، تقيم بعض العذر لهذا التقصير. أما اليوم، فإننا نرى نحن مصر الفتاة، أنه يجب أن لا يقف عون عرب الشرق لإخوانهم عرب المغرب، عند حد بعض الملاليم تجمع، بل يجب أن نهب حتى شيئا من دمائنا في سبيلهم إذا لزم الأمر، وهذه يدنا ممدودة إلى جميع الهيئات، وإلى جميع الشخصيات البارزة، وحتى غير البارزة، لنتعاون معهم في ذلك ولنكون معهم في الصف الأول عملا ونصيحة، وفي الصف الأخير ترتيبا وظهورا، وأريد أن أطمئن أخي الأستاذ الورتلاني على أن جهوده وجهود إخوانه المتواصلة بالليل والنهار، منذ عرفتك من نحو سبع سنوات، لم تذهب عبثا والحمد لله، بل خلقت قضية إفريقيا الشمالية خلقا جديدا، وجمعت جميع الناس على الإيمان بها، بل بخطورتها ولقد لمست أنت بنفسك هذا الشعور حتى عند أبرد الناس، وغدا سترى النتيجة الباهرة التي تشبع نهمك الوطني، وأن غدا لناظره قريب والسلام من: