مهما سما في منزلته، وإن الموت أهون عندي من احتماله. ومع ذلك فلقد احتملت الذل أكثر من مرة، في سبيل هذه المعاني الخالدة، واحتسبت ذلك من صميم الجهاد، وعسى أن يتقبل إخواننا هذه النصيحة الخالصة، ونراهم عند حسن ظننا بهم، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه.
الحاج خليل أبو الخدود
مندوب وكالة أنباء أندونيسيا
[مسيحيو لبنان يمقتون فرنسا والاستعمار]
لم تظلم نسبة في تاريخ البشرية - فيما نعلم - مثلما ظلمت، نسبة المستعمرين الفرنسيين، إلى المسيحية الطاهرة، وإلى نبي الرحمة عيسى عليه السلام، هذا النبي الكريم، الذي صحب بعثته قوافل من الأخلاق الفاضلة، بهرت أنوارها العالم، وعجزت على الوقوف في وجهها، شياطين الإنس والجن، وسجدت بين يديها القوة، وتقهقر أمامها كل من كان يبعث في دنيا الناس يومئذ، من الرذائل والمنكرات. وكان أبرزها في طلائع رسالته الخالدة، الدعوة الواضحة الملحة إلى التسامح وإلى الرفق، والدعوة إلى الرحمة الواسعة، التي شملت حتى الأعداء والمذنبين السفهاء، وكان هذا السلاح السماوي الجبار، من أقوى أدواته التي فتح بها أمنع القلع، في نفوس المتمردين المحجوبين، فتحولت من مصادر لكل شر، إلى ينابيع متدفقة بكل بر وخير، ولم يترك عليه السلام هذه الدنيا، ويغيب عن وجوه أهلها، حتى بلغ الرسالة خير تبليغ، وأدى الأمانة على أحسن وجه. وتركها أمانة مقدسة في أعناق أتباعه والمؤمنين به، ذلك هو المسيح الحق عليه السلام، وتلك هي المسيحية المقدسة، والمسلمون العارفون، يتعبدون إلى الله من أعماق قلوبهم، بحب عيسى عليه السلام ويتقربون إلى الله في خلواتهم، بتقديس رسالته الكريمة، ومبادئه الخالدة، ويرون أن أي تقصير في ذلك، إنما هو معصية، يعذب صاحبه من