لو أردت أو أراد غيري أن يكتب تاريخ الورتلاني، لاحتاج إلى مجلدات، ولكنني شعرت بأن الباب أوشك أن ينفتح لي على مصراعيه، ولدي أشياء كثيرة ذات أهمية عن هذا الرجل الكريم، يحسن أن يعرفها التاريخ وقد تعرض مناسبة أخرى لتسجيلها. أما الآن فنجمل القول ونختصره، وندعو للورتلاني بطول البقاء، وبالصحة والعافية. ونشكره أعمق الشكر على ما أسداه لنا ولغيرنا منذ عرفناه من نصائح غالية، ومن توجيهات ثمينة ومعارف قيمة، ونشكره على ما قدمه من خدمات جبارة، لوطنه الصغير بالمغرب العربي، ولوطنه العربي الكبير، ولوطنه الإسلامي الأكبر، ثم للإنسانية جميعا. ونسأل الله أن يريه ثمرة ذلك الجهاد، في تحرير وطنه قريبا تحريرا نظيفا كاملا، لا زيف فيه ولا مقص، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
وبعد بما أنني ما عرفت الورتلاني إلا في لبنان، وأنه لمن تمام الواجب في نظري أن نكمل التعريف به على ألسنة أوثق الناس ممن عرفوه في وطنه الأول ومنشأه الأصلي، وأمامي الآن مجموعة من الصحف التي تتحدث عن الورتلاني، منها مقال لعالم فاضل من أحد تلامذته الكرام الأستاذ محمد شرفة الأكحل أحد أعضاء جمعية العلماء في جريدة البصائر لسان حال الجمعية قدمناه لينشر مستقلا على حدة كحتمية خاصة من الجزائر للأستاذ، وأخذت من بقية الصحف نبذا من كلمتين إحداهما لرئيس جمعية العلماء العلامة الأستاذ الشيخ البشير الإبراهيمي في افتتاحية البصائر بتاريخ ٦ مارس سنة ١٩٥٠ والثانية لسكرتير جمعية التهذيب بباريس السيد الوائل محمد الصغير في جريدة السلام التي كان يصدرها بكارديف بريطانيا المرحوم الأستاذ عبد الله الكحيمي رئيس الإتحاد اليمني بتاريخ ٢٥ فبراير سنة ١٩٥١، وهذه كلمة الإبراهيمي تحت عنوان: