نشأت هذه المؤسسة المباركة في سنة ١٩٣١ بذرة قليلة، وفكرة صغيرة، ومبدأ صالحا، ونعمة من ربنا عظيمة، معروفة البداية، مجهولة النهاية كما هو الشأن في كل فكرة من أفكار الرشد، وكل عقيدة من عقائد الحق، وكل مبدأ من مبادئ الخير، هذه المؤسسة التي جمعت أصول الفوز الثلاثة فكرة واضحة لا شبهة فيها، وممثل لها صادق لا ريبة عنده، وأمة تدرك هذه الفكرة وتنزه رجالها عن الدجل والنفاق والخديعة، هذه الحقائق الثلاث تجمعت بحمد الله في دعوة جمعية العلماء، فدعوتها واضحة لأنها تتلخص في كلمات ثلاث: الإسلام، العروبة، القومية. ورجالها صادقون في دعوتهم، مؤمنون بمبدأهم، مخلصون لفكرتهم، يعلم هذا منهم كل من حبب الله إليه الحق، وزين له الإيمان، وحسن في عينه الفضيلة، وأمتنا أسبغ الله عليها نعمة ظاهرة وباطنه، عرفت دعوة جمعية العلماء، وأدركت ما تدعو إليه، من دين قويم، وعربية صحيحة، وقومية حقة، فعرفت الحق، فاتبعته ثم لزمته.
ظهرت جمعية العلماء في الجزائر، وقد تمثلت فيها هذه الحقائق العلمية الثلاثة، التي جعلها الله أصلا لنجاح كل دعوة وأساسا لفوز كل مبدأ، وبخلود كل ذي عمل صالح فجمعيتكم هذه، كالشجرة الطيبة، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، باقية ما بقيت المبادئ الصالحة وما بقيت لها قواعدها الثلاث، الدعوة إلى الإسلام، والداعي الصادق، والأمة العاقلة.
[رجوع إلى الماضي للاعتبار]
فيا رجال هذه الجمعية ويا أيها الأمناء عليها، ويا ورثة خاتم النبيين، ويا أيها المعدودون ركنا ثالثا في حقيقة جمعية العلماء، إن الذين سبقونا بإحسان من إخواننا، دخلوا هذه الجمعية، طاهرة قلوبهم، خالصة نياتهم، صادقة ألسنتهم، وخرجوا منها