من الثوار بالقتل والحبس والنفي ومصادرة الأملاك، حتى أنها قد صادرت إثر ثورة واحدة نصف مليون هكتار من الأراضي، أي خمسة ملايين من الدونمات دفعة واحدة وبهذه الطريقة سلبت الجزائريين أراضيهم وأعطتها للمستعمرين الفرنسيين.
[ثورة المقراني وابن الحداد]
وأشهر ثورة بعد حرب الأمير عبد القادر هي التي قامت عام ١٨٧١ بقيادة الثائر الجزائري المجاهد الباش آغا المقراني ثم التي تلتها مباشرة بقيادة العلامة الجزائري الشيخ ابن الحداد، ثم تلتها ثورات متوالية ومتقطعة.
ولما انتهت الحرب العالمية الأولى، تغيرت أساليب النضال في جميع أطراف العالم، وأصاب الجزائر من هذا التغيير قسط كبير إذ أدخلت في أسلوب نضالها الدعاية باللسان والقلم، والتعبير عن السخط بالاحتجاج والإضراب والمظاهرات وما أشبه ذلك.
وكانت هذه الأساليب تأخذ أحيانا طابع العنف فتنتهي إلى ثورة أو ما يشبه ثورة ثم لا يخلو المحصول من قتلى وجرحى واعتقالات وغرامات وما أشبه ذلك.
[ثورة من أجل يهودي يسب دين الإسلام]
وأبرز الأحداث التي انتهت إلى عنف ظاهر في هذه الفترة كانت عام ١٩٣٣، حين مر جندي فرنسي يهودي بالقرب من المعهد الذي كان يرعاه ويديره باعث الجزائر الجديدة العلامة عبد الحميد بن باديس، إذ دخل ذلك الجندي في نقاش مع عربي، سب أثناءه الجندي الدين، فكانت تلك الكلمة الملعونة بمثابة الشرارة الأولى في ثورة عمت مدينة قسنطينة في بضع ساعات، ثم انتشرت في أطراف البلاد، وقد سقط في هذه الثورة مئات من القتلى وآلاف من الجرحى، وحوكم الألوف.