والحكم بالإعدام على الزعماء .. وتقييد الحريات وتدمير القرى وإفناء القبائل وإباحة الأعراض والأموال للجنود الفرنسية والسنغالية.
حضرة السفير المحترم: لقد حدثتكم في الخطاب الماضي بإيجاز عن ثورة الجزائر الأخيرة، وأجملت فيه القول إجمالا واكتفيت بالإشارة إلى عشرات الألوف من خيرة شبابنا الطاهر البرئ الذين ذهبوا ضحية الحقد والشهوة، والذين اخترتموهم عزلا مستضعفين لإظهار قدرة أسلحتكم على الفتك والتفوق بعدما عجزت عن رد عادية المساوين لكم المسلحين النازيين، ويا ليتها كانت كلها أسلحتكم بل كانت أسلحة الإعارة والتأجير من الحلفاء المحررين، واكتفيت بالإشارة إلى عشرات الألوف من الأحرار الذين أودعتموهم السجون والمعتقلات، وسلطتم عليهم من أنواع التعذيب ما ترتعد الفرائص لذكره، ودللت على ذلك بما لا يدع مجالا للشك في صحته وأسوق إليكم اليوم طائفة من الأمثلة على الطريقة التي تمت بها هذه الجريمة الإنسانية الكبرى، حسبما وصلت إلينا أنباؤها - حدثنا قادم من تلك البلاد أن السلطات المسلحة التي تولت عملية الانتقام من الأحرار الجزائريين، كانوا يملؤون "عربة نقل" من هؤلاء الضحايا مكبلين ومحروسين بالجستابو الفرنسي فيتجهون بهم إلى ناحية مجهولة فإذا وصلوا بهم إلى شاهق من جبل معلوم - وما أكثرها في بلاد الغرب - نزل السواق إلى الأرض على إتفاق سابق ودفعوا بعربة النقل نحو الهاوية فتنقلب بمن فيها من أولئك التعساء فتتطاير أجسامهم وتقطع أشلاؤهم فلا تكاد تصل عربة النقل إلى قاع الوادي حتى لا تبقى جارة مع أختها من جثث أولئك الآدميين التعساء والمنتقمون واقفون يتفرجون ويتلذذون! وحدثنا قادم آخر على أسلوب من أساليب الوحشية: إن الفرنسيين يحفرون أخاديد على طريقة خاصة وأعماق معينة وعلى طول مقصود