يعلم الناس جميعا، بأن أبناء الجزائر خاصة، وأبناء المغرب العربي بصفة عامة، هم اليوم في كفاح مرير، ضد الاستعمار الإفرنسي الغاشم، ولولا ذلك لسمع الناس صوتهم ولأحسوا آثار أعمالهم، في قضية العدوان الإنكليزي على واحة البريمي، بأقوى مما فعل أي عربي وأي مسلم آخر في العالم، فهم ينظرون إلى تلك الأماكن المقدسة، نظرتهم إلى القلب بالنسبة للجسد، ويغارون على كرامة أراضيها، كغيرتهم على حياتهم، وهم ينظرون إلى الدولة السعودية الكريمة، التي تنوب عن المسلمين في خدمه تلك الأماكن، وفي دفع العدوان عنها، نظرة كلها إكبار وتقدير. وينظر الجزائريون خاصة، والمغاربة عامة، إلى حضرة صاحب الجلالة الملك سعود عاهلها العظيم؛ نظرة المدين إلى الدائن، فوق ما له من حقوق عامة، يشترك فيها جميع الناس. ذلك بأن جلالته هو العربي الأول، الذي أقبل على تبني قضية الجزائر جهارا، وأعلن ذلك في ملأ من الدنيا، وحمل كثيرا من الناس على تأييد استقلالها، ثم دفع بها في كل جرأة، إلى مجلس الأمن، وإلى هيئة الأمم وإلى جميع الميادين الدولية، حتى أصبحت بالفعل محل اعتراف هيئة الأمم وموضوع محاكمتها، بقطع النظر عن مقدار عدالة تلك الهيئة وتأثيرها.
إن هذه الأعمال الجريئة من جلالة الملك سعود، لا يمكن أن ينساها، أو يقلل من شأنها أبناء الجزائر "وأبناء المغرب العربي في يوم من الأيام" يضاف إلى كل هذه الاعتبارات المقدسة اعتبار آخر، لا يقل أهمية عنها، ذلك هو كره الجزائريين والمغاربة الشديد للاستعمار على اختلاف أجناسه، وتنوع أساليبه. من أجل ذلك كله أستطيع أن